بعض المساحات الإعلامية يمكن اغتصابها بسهولة يكفي ان تكون غير معروف وتقوم بأمر غير مألوف وتتحدث أشياء من الغرابة حولك..
كلام.. ثرثرة.. ضحكات.. لزمات.. وألسنة ملونة.. تلوك ألفاظا غير معنونة.. تصف ما لا يوصف، وتهمل ما لا يعرف.. تدعوك لكثير من التفاهات والسفاهات.. استحثاث على السفر والتقليد و«الهياط».. تقليل من البعض.. وتكثير لغيرهم..
في عالم امتلأ بأجهزة ذكية وعادات غبية تلاشى وعي البعض.. في عالم جعلنا من أنفسنا أدوات للمهمشين بمتابعة كثير منهم.. وملاحقة تفاصيلهم.. وفي زمن صنعنا من اللاشيء أشياء.. ومن العتامة نجوما.. وفي وقت تجهل ما هي سلعة هؤلاء المسمين بمشاهير..
نعم نحن سلعتهم ومؤونتهم.. وعملاؤهم.. فحساباتهم فارغة ونحن من أغرقها بالكثافة.. وتتساءل ما بضاعتهم التي أغروا وأغروا بها الخلائق ستجدها كسر خصوصياتهم.. ونقل حركاتهم وسكناتهم.. وتصوير جميع شأنهم.. أربكوا حياتهم الاسرية باسم ضرورة وضع المتابعين في أحوالهم لجذب مزيد من المتابعة..
تخيلوا أحدهم أو إحداهن تخرج علينا يوما ببضاعة جديدة فيها محتوى لا تفاصيل حياتية ولا تصوير لخصوصيات فماذا سيحدث؟.
كثير من أولئك يجهلون ما معنى ان تقدم محتوى تسأل عنه أمام الله عز وجل.. ويتجاهلون أن معظمهم يطرح ما يزيد بضاعتهم لا ما ينفع مجتمعهم.. هل وجدتموهم مناصرين لقضايا مجتمعهم وداعمين لخيره ومساندين للضعفاء وناقلين لاحتياجات الناس ومساهمين في تشكيل وعي صحي.. معظمهم لا طبعا.. بل ان المعلنين استعملوا مشاهير الغفلة لتسويق منتجهم أو تحسين صورتهم وجعلهم يقولون ما ليس بحق ولا حقيقة.. فصار كثير منهم يشهد ويؤكد على صلاحية وفائدة وجمال منتج ما لأنه معلن فقط ولا يهمه ما يصيب الناس..
لقد اتسع الهوس عند أولئك بتصوير كل شيء لمزيد من المتابعة ثم مزيد من الاعلان فمزيد من الربح.. يذهبون للخارج ليسوقوا سياحة بلدان على بلادهم ولا تجدهم ينقلون شيئا عن بلادهم أو يدعمونه..
حين تسمع أحدا منهم.. تدرك ان فهمه متدن جدا لا يستوعب واقعه الا من خلال شهرته المصنوعة بالمستخفين.. لذا تجدهم ينقلون حتى قناعاتهم وأفكارهم الخائبة وتصوراتهم البليدة عن الحياة بطريقة تدل على الجهل وتحملهم مسؤولية تجهيل المتابعين..
أعلم أني لست مشهورا وأني مجهول في عالم كعالمهم.. هذا ما سيصفني البعض به لأني أغار منهم.. لا قيمة لكلام كهذا، فحمل هم المجتمع لا يتطلب ان يكون المرء مشهورا مصنوعا..
الفرد مسؤول عما يختاره من متابعة لأمثال أولئك.. وتشكيل وعيه سيحدث من خلال الوسيلة التي جعلته منساقا مقلدا دون وعي.. الزمن وحده مع تنوير كهذا سيسهم بإذن الله في إعادة ترتيب أفكاره وفهمه لما يجري فلا أحد يقبل أن يكون سلعة لأحد.