أناس لا يصدقون مجرد سماع خبر إلا ويبنون عليه شائعات، وقال فلان وسمعته وأكده مسؤول، كل ذلك من تأليفه ورغبته الشديدة المتعطشة لترويج الأخبار التي تفتقد الصحة، لا مانع لديهم من موت شخصية كبيرة والمساهمة بقوة في نشرها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كذلك «المرض انتشر وخطير وانتبه لا تسافر الى المدينة القريبة ولا البعيدة موبوءة مات ناس كثير»، الواقع أنه لم تمت تلك الأعداد، بل إن المدينة المذكورة تعيش وضعا طبيعيا، البيانات الرسمية عند حضراتهم لا فائدة منها ولا تؤثر بهم، بل ترفع درجة توترهم لأن بضاعتهم قد تصاب بخسارة، يحاولون أن تكون مؤقتة لأنهم لا ينتشرون إلا على مثل تلك الشائعات إذا لم يمارسوها يصابون بآلام نفسية حادة تتطلب علاجًا يطول زمنه، السبب أن علاجهم «نشر الشائعات والنفخ فيها».
يَرَوْن أن القناة او الاذاعة ووسائل اعلام مأجورة تضحك وتكذب عليهم لا يقولون وينشرون الا صدقا!، يستمرون في المتابعة والترويج للشائعات، التي تضر وطنهم ومجتمعهم وتؤثر عليهم بشكل مباشر وغيره لكنهم يستمرون في مرضهم يعمهون ويتلذذون، حتى الاعتذار لا يعرفون طريقه ملغى من قاموسهم لأنه يعني هزيمة لحياتهم المليئة بما هو معروف عنهم.
الحالة المؤسفة تتطلب علاجا حازما يكون رادعا لمَنْ يصدرها وينشرها لكي يكون وطنا خاليا من الشائعات.
يقظة:
انتشار الشائعة يساوي أهمية الموضوع المتصل بالشائعة مضروباً في مدى الغموض حوله، الأمر الذي يعني أن الشائعة تكون أكثر انتشاراً كلما كان الموضوع مهماً وكبيراً، ويشغل حيزاً من اهتمامات الجمهور الذي يتطلع إلى معرفة أي أخبار حول هذا الموضوع. والعكس تماماً يحدث إذا ما فقد الموضوع أهميته أو كانت المعلومات حوله واضحة وغير محددة، فإن الشائعة لن تجد مَنْ يبدي بها اهتماماً. د. محمد أحمد النابلسي