كتبت قبل ثلاثة أسابيع مقالا عن جمعية «كنف»، وراهنت حينها على أن الكثير منا لم يسمع عن هذه الجمعية الجديدة. حينها كانت الجمعية لتوها قد انتهت من وضع القوائم والأسس التي ستعمل بموجبها، كعمل مؤسسي لا يخضع للاجتهادات أو الفزعات. وعند زيارتي لها قبل اسبوعين كنت أرى الحماس في عيون العدد القليل جدا من الشباب والشابات السعوديين والذين يعملون في هذه الجمعية. واستغربت من أن حجم العمل الذي يقومون به يحتاج لعدد أكبر بكثير من العدد الذي رأيته. لكن قاطعني الصديق العزيز ورئيس مجلس إدارة الجمعية أ. محمد الفراج السبيعي بأنهم كلما اقتصدوا في العمل الإداري كلما وفروا في الإمكانات المطروحة أمامهم.
لم أكن اتصور بأن هذه الجمعية الحديثة، وبهذا العدد القليل سوف تتغلب على أكبر العقبات التي تواجه الجمعيات الخيرية «المحترمة»، وهي عقبة المعلومات الدقيقة الموزعة على عدد كبير من الجمعيات الخيرية. بحيث لا يكون هناك ازدواج في الحصول على الخدمات للشخص الواحد من أكثر من جمعية كما كان يحدث في السنوات الماضية.
خلال الشهر الماضي تمكنت هذه الجمعية الرائعة من إصدار بطاقات تأمين لستة آلاف شخص ما بين يتيم وأرملة على مستوى محافظات الشرقية، شملت 17 منظمة خيرية.
لعلني في هذه المناسبة اقدر جهود جمعية «كنف»، في الوقت الذي اتمنى فيه على الشركات الكبرى ورجال الأعمال الأفاضل، دعم هذه الجمعية بعد أن نجح القائمون عليها، وفي فترة قصيرة جدا في تحقيق هذا الرقم. خاصة وأنها معنية بالتأمين الصحي، لفئات هم احوج ما يكون للتعاطف والتكاتف معهم.
نريد من تجارنا دعما مهما كان بسيطا، لتتمكن هذه الجمعية من إدراج المزيد من الأيتام والأرامل في هذه المبادرة المباركة. واجزم أن لدينا من الكرماء ما يجعلنا أكثر تفاؤلا. عمل الخير فيه بركة وثواب وأجر، فما بالكم وهو عمل سيعيد الأمل لهؤلاء البسطاء.
ولكم تحياتي