DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عوامل نجاح إدارة التغيير

عوامل نجاح إدارة التغيير

عوامل نجاح إدارة التغيير
أخبار متعلقة
 
في عام 1996 نشر «جون كوتر» البروفيسور في جامعة هارفرد كتابه بعنوان «قيادة التغيير»، بعد أن أمضى عقدا من الدراسات والبحوث لأكثر من 100 شركة. وقد انتشر هذا الكتاب انتشارا واسعا نظرا لما طرحه الكاتب من معلومات تبين فيما بعد فائدتها العظمى. وقد طرح الكاتب نموذجا مكونا من ثماني خطوات يرى أنها أساسية لنجاح أي تغيير، مع التشديد على تطبيقها بنفس التسلسل، وتتمثل الخطوات في: 1) إيجاد إحساس بالأهمية، من خلال شرح التحديات والفرص وذلك لترسيخ أهمية التغيير. 2) تكوين تحالف قيادي قوي، وذلك بتشكيل فريق عمل يمتلك المهارات اللازمة لقيادة التغيير ويؤمن بأهميته، وكذلك حلفاء سواء من داخل أم من خارج المنظمة، يؤمنون كذلك بأهمية التغيير. 3) وضع رؤية، لتوحيد الجهود في وضع الخطط الاستراتيجية والأهداف. 4) إيصال الرؤية، باستخدام كل سبل التواصل المتاحة المؤدية لشرح برنامج التغيير. 5) تمكين الآخرين من العمل على الرؤية، بإزالة المعوقات، وتغيير الأشخاص أو الأنظمة لتسهيل تطبيق الأهداف. 6) التخطيط لحصول الانتصارات السريعة والاحتفال بها، وذلك لتعزيز الثقة وتحفيز كل من له علاقة بتطبيق الرؤية. 7) توحيد التطورات (التحسينات) وإضافة تغييرات، ويتم ذلك بالاستفادة مما تم تحقيقه مع إضفاء المزيد من التغييرات. 8) ترسيخ ثقافة التغيير، تدريب وتطوير القادة والموظفين الممكنين ووضع الأنظمة لتثبيت التغيير وضمان ديمومته. وأنا على يقين، ولا يوجد شك لدي، بأن «مكتب إدارة المشروع» في برنامج «رؤية السعودية 2030» يتبع أعلى المعايير المؤدية لنجاح «إدارة التغيير»، ومنها التواصل الفعال بطرق مختلفة للفئات المستهدفة. وخير دليل على ذلك، ما رأيناه جميعا من التثقيف والتوعية المستمرة في الوسائل الإعلامية المتعددة ووسائل التواصل الاجتماعي من قبل وزارة المالية وضريبة القيمة المضافة وحساب المواطن، والمؤتمر الصحفي الذي عقد بعد إقرار ميزانية 2018 وأيضا المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد إقرار حساب المواطن، والمقابلات المتعددة التي تمت مؤخرا مع وزراء الاقتصاد والمالية والطاقة. وأعتقد بأن المواطنين يعون بشكل جيد الحاجة الملحة للتغيير، وأفترض أن شريحة كبيرة (لا أعلم بالضبط نسبتها) مساندة للرؤية والتغيير، ولكن مع كل هذه الجهود المباركة من المهم جدا التأكيد على الأهمية القصوى لزيادة «التواصل الفعال». وتكمن أهمية التواصل بأنه حجر الزاوية لنجاح التغيير. وقد عملت في مشروع سابق مع شركة استشارية عالمية لتطبيق تغيير معين، وقمت بسؤال أحد كبار الاستشاريين الذين لديهم خبرة طويلة في هذا المجال عن أهم المعوقات لنجاح أي تغيير، فقال عدم وجود تواصل فعال! وبما أن الشريحة العظمى من المواطنين هم من فئة الشباب مما حفزني أن أقترح تطوير التواصل لبرامج الرؤية كالتالي: 1) تعيين أشخاص من قبل مكتب مشروع الرؤية لزيارة معظم (إن لم يكن كل) الجامعات لشرح الرؤية بالتفصيل، والتركيز على توضيح مدى تأثير هذه البرامج على الوطن والمواطنين والنتائج المتوقعة. 2) تعيين أشخاص من قبل مكتب مشروع الرؤية لعمل «حلقات نقاش» موزعة في أماكن مختلفة من أجزاء المملكة تجمعهم مع شرائح مختلفة من الشباب والصحفيين والاقتصاديين. 3) تعيين أشخاص من قبل مكاتب الوزارات ذات التأثير الأكبر على المواطن في تطبيق برامج الرؤية (مثال: الاقتصاد، المالية، الطاقة، العمل) لعمل حلقات نقاش موزعة في أماكن مختلفة في المملكة يلتقون أيضا مع شرائح مختلفة من الشباب والصحفيين والاقتصاديين. إن إدارة الاتصال في الأزمات مسألة تحتاج إلى الكثير من المهنية، والقدرة على الإدارة والتخطيط، وتنفيذ برامج اتصال فعالة تستهدف الجمهور، فلا يوجد أفضل من النقاش وجها لوجه. لأن الناس تحتاج أن ترى مدى شفافية المسؤول ومصداقيته لكي تثق به كقائد وتؤمن بما يقوله وتطبقه. وهنا تكمن قوة التأثير على الأشخاص.