DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

غلاف مجموعة نفلة

قاص يعيد حكايات الأجداد في رواياته بأسلوب ولغة جديدة

غلاف مجموعة نفلة
غلاف مجموعة نفلة
أخبار متعلقة
 
محمد البشير قاص بالتجربة وناقد بمؤهل علمي لا يهتم بكمية الإصدارات بقدر اهتمامه الواضح بالنوعية، وهو ما تمثل في مجموعته الثانية «نفلة» التي تضمنت طرحا مميزا ومختلفا عن تجارب وإصدارات الكثيرين من كُتاب القصة القصيرة. يمتلك البشير موهبة في جعل القارئ يتابعه من بداية النص إلى نهايته، من خلال لغته القوية ورسمه المميز للشخصيات، إضافة لعنصر المفاجأة في الأحداث. (اليوم) كان لها وقفة مع القاص البشير عبر هذا الحوار: يقول البشير عن تجربته الكتابية: كتابة القصة أو غيرها من الفنون الأدبية ما هو إلا نوع من التداوي، قرص أتناوله عند اللزوم، صراخ بصوت مكتوب، أو ابتسامة لم ترسمها على شفتيك، فتضعها في مغلف، لتناوله من تحب، أو تمنحه من تقاسمه باعثك، فتقتسم معه قرص دوائك الأول (عند اللزوم)، وهذا ما أجده في الكتابة القصصية دون البحث أو النقد، فالقصة لا تُعتسف، وإنما تأتيك دون أن تأتيها، ومتى ما تمنعت، لن تستجيب لمرادك، وهذا ما يفسر عددا من النصوص التي لم تكتمل، ولا ينبغي لها أن تكتمل، أو ما يفسر أيضا توقفي عن كتابة القصة طويلا منذ أن جفف البحث والنقد منابعه. #الكتابة القصصية# الكتابة القصصية تعني الكثير، وهذا ما يدعو إلى الفرار منها إليها، يصدق عليه التشبيه بالاعتزال كاللاعب تماما، ولكنه اعتزال دون اعتزال، اعتزال غير معلن، ودون تكريم أو تتويج، ما دامت القصة هي الحياة، فلا سبيل لك من الفكاك، إلا بوداع الأولى متى ما فارقت الثانية، فالحياة قصة والقصة حياة، ولن أنسى ما حييت (قصص الأنبياء) لابن كثير أول كتاب اقتنيته ودخل مكتبتي، حيث يبدأ ببداية الخلق، ولذا ارتبط الأمر عندي منذ البداية أن القصة بداية لم تنتهِ بعد، ولن تنتهي ما دام الصبح يتنفس. ولذا تعني لي القصة الكثير، فحين أفر منها، ألوذ بأختها حيث السيناريو، وحين أنتقل إلى البحث أجد نفسي في الرواية حيث تلقيها في الماجستير، أو فانتاستيكية شعريتها في الدكتوراة، ولا مفر كما يقول سارتر، لا مفر من القصة/‏‏الحياة إلا إليها ما دمت حيا. #الرواية تستأثر# ¿ قاص بالتجربة وناقد بمؤهل علمي، فهل تجد نقدا لنتاج الشباب القصصي؟ - الهوى النقدي غالبا يسير باتجاه الريح، ولا شك أن الرواية تستأثر بالكثير، وتأخذ نصيب الأسد ما دام العصر عصرها، هذا إذا سلمنا أن النقد سيوازي الإبداع ويجاريه، ولا خلاف أن الإبداع في الإنتاج متفوق كما، ولن أتجنى إن قلت كيفا أيضا، فالمنجز الإبداعي في سهولة النشر، وحيوية معارض الكتب أفرز نتاجا ضخما، وقدم للساحة عددا كبيرا من الأسماء، دون أن نقف على الكفاءة، أو حتى دخول عدد منها لأغراض وأغراض، أو حتى لتسجيل حضور في وسائل التواصل الاجتماعي في ظل موجة الكتاب والكاتبات من الفاشنستيين والفاشنستيات، ولن أقول إن في الأمر سوءا، بقدر ما في ذلك مصلحة كبرى للقراءة، فنحن مجتمع أحوج ما نكون إلى إشاعة القراءة، وتنجب جامعاتنا نقادا جددا يحملون رايات جديدة في النقد الحديث، وتناول الظواهر، ويصلون للقصة في تكوينها الجديد، ويتبارزون في أجناسها المحدثة مثل القصة القصيرة جدا. #حضور القصة# ¿ كيف ترى حضور القصة القصيرة في المشهد الثقافي؟ - للاسف ما زال حضورها خجولا، وربما لن يستطيع تجاوز حضور القصة عالميا، ولكن تفاءلنا كثيرا بعودة القصة للصدارة، حيث ابتهجنا بفوز الكندية «أليس مونرو» بجائزة نوبل للآداب عام 2013م وعددناه نصرا مؤزرا للقصة، وعودة لمكانتها المستحقة في عالم السرد، ولكن لن نكذب على أنفسنا ونقول إنها ومنذ فوزها المعلن لم تتقدم القصة للواجهة أبدا. #للأرض حكايتها# ¿ حضورالأرض والأجداد في سردك القصصي ماذا يعني؟ -الأمر مرتبط بالثقافة والمخزون الثقافي والمعرفي لأي كاتب، ولا شك أن للأرض حكايتها والأجداد رواتها، وما نحن إلا معيدو بناء حكاياهم بأساليبنا، ربما يظهر عبقهم مختلطا بعطر حديث، ولن نأتي بجديد إذا ما قدمنا عطرا حديثا صرفا لن يبلغ جودة ما ينتجه من سبقنا لهذا الحقل، ولذلك لا سبيل لنا سوى الخروج بخلطة تميزنا نقدمها لغيرنا، ويجد فيها خيطا يسيرا من ثقافتنا وتراثنا. #عنوان قصة# ¿ نفلة) لم تكن عنوان قصة بل بطلة إحدى القصص.. أليس كذلك؟ -عندما كتبت (سوداء كقمر) كانت من العناوين المتوازية التي سارت سويا مع النص، وكانت بطلتها حاضرة، ولم أجدها تفرض نفسها عنوانا ساعتها، وما زلت أذكر حين قرأت النص عند أحد الأصدقاء قال لي: (نفلة) جديرة بأن تكون عنوان النص، لماذا لم تسمه بها؟! أجبته على الفور: (نفلة) أكبر من عنوان قصة. لم يكن الأمر مُخططا لعنوان مجموعة على الإطلاق، بل نسيت الحادثة كلها، وحين شرعت في تسمية المجموعة قفزت (نفلة)، كنت أنانيا فلم أسمها بها، وتنازلت بعدها لتكون (نفلة وصويحباتها)، وأخيرا استطاعت نفلة أن تسقط صويحباتها، وتثبت لي أنها بالفعل أكبر من أن تكون عنوان قصة فحسب، بل وجدتها متواضعة عندما تكون عنوان مجموعة؛ لأنها المسحوقة المحبوسة النكرة (قمر) التي استطاعت أن تأخذ كاف التشبيه دون تعريف، ولم تستطع أن تلفت نظر الأبيض إلا لعباءتها التي اهترتها قسوة الإسفلت. محمد البشير