أصدق أصدقائي الاقتصاديين الذين قالوا لي بأن هذه الفترة فترة تصحيح لا بد منها وإن كانت صعبة لكنها ستعبر في غضون سنتين أو ثلاث. وهذا ما بلغت به، أيضاً، أصدقائي على تويتر الذي أصبحوا، في أول يوم من العام الجديد، يشتكون ويتذمرون بدلاً من أن يتخذوا تدابير معيشية تتوافق مع هذه المرحلة المفترض أنها ضرورية وعابرة.
أنا شخصياً، وبشكل جاد، اتخذت مجموعة تدابير مع السائق والمدام وابنتي الوحيدة، حيث لم يعد الأمر قابلاً للمزح أو التهاون في المصاريف المترتبة في حياتنا اليومية. قلت للسائق إياك ثم إياك أن تُشغل السيارة قبل أن تستوي المدام أو البنت في السيارة لأن هذا يصرف وقوداً نحن بأشد الحاجة إليه. وإذا ذهبت في مشوار حاول أن يكون من أقصر الطرق بدلاً من اجتهاداتك السابقة باختيار طرق طويلة على مزاجك لأن إشارة واحدة ستصادفك في الطريق الأقصر. وإذا أردت تعبئة البنزين فانتبه إلى أن العامل يدس الخرطوم في (التانكي) كما يجب بحيث لا تذرف منه نقطة واحدة على الأرض. وأخيراً فإنني قد أفكر بتخفيض راتبك فإن أعجبك ذلك بقيت وإن لم يعجبك فما حيلة المضطر إلا أن يتحول إلى سائق كما هو زوج وأب.
للمدام كانت التعليمات متعددة ومشددة؛ أولها ألا تدخل السوبر ماركت بنية شراء علبة زبادي ثم تخرج بسلة مثقلة يدفعها عامل تعطيه عشرة ريالات مقابل الخدمة. وأن تشتري، في كل مرة، على قدر الحاجة وإن أمكن أقل من الحاجة. ولا داعي من الآن للفواكه الترفيهية، حيث يجب أن نعود إلى ما يضعه أجدادنا في عزائمهم: برتقال وتفاح وموز فقط. كراتين السلع من الآن ممنوعة منعاً باتاً، حيث لا يسمح بالكميات التي يخرب نصفها قبل أن تؤكل أو تستخدم. وعليك أن تلاحقي الأنوار والمكيفات والدفايات كما يلاحق الذئب الفريسة. وإياك أن تقولي في أي وقت نفسي في كذا أو كذا.
أما ابنتي فقلت لها شيئين: من الآن ممنوع (الماركات) والفشخرة الفاضية وقللي يا حبيبتي مشاوير السيارة حتى لا تجدي نفسك ذات يوم بلا سيارة. وسلامتكم.