هل نشعر بالامان ونحن نقود مركباتنا على الطرق السريعة في بلدي؟ كأني أسمع صدى الاجابات بالنفي من مستخدمي الطرق من مدينة الورد تبوك شمالا الى مدينة الفل والكادي جازان جنوبا، فنحن في المنطقة الشرقية -على سبيل المثال- لدينا معاناة يومية مع المتهورين على طريق الاحساء- الدمام- رأس تنورة- الجبيل، رغم جهود ادارة امن الطرق المستمرة للحد من التهور. من الاجحاف ان نلقي باللوم على جهة بعينها، فما تقوم به ادارات امن الطرق في طول البلاد وعرضها من مجهودات يشكرون عليها، ولدي عشرات القصص الايجابية منها ما حدث لي شخصيا ومنها لمن اعرف اصحابها الذين تعطلت بهم مركباتهم بين المدن او ممن قد حدث لهم طارئ كان ابطالها رجال امن الطرق، فرجل امن الطرق احترافي في تعامله في تقديم المساعدة، فالشهامة والنخوة من الامور التي تميز تعاملهم مع عملائهم، شهادة حق فيهم فجزاهم الله كل خير.
وما قامت به ادارة امن الطرق في المنطقة الشرقية الاسبوع الماضي من حملات لضبط المخالفات المرورية المؤثرة على السلامة المرورية، حيث شددت من خلال الحملة المرورية المكثفة على طريق الدمام الجبيل للحد من المخالفين المتهورين في القيادة والمتجاوزين على الاكتاف نظرا لما تمثله مخالفات السرعة وتجاوز الاخرين عن طريق الاكتاف من خطورة على مستخدمي الطريق، حيث تم رصد تلك المخالفات عن طريق نظام باشر او عن طريق الاستيقاف المباشر واحالة المتهورين منهم الى هيئة الجزاءات لاتخاذ الاجراءات النظامية بحقهم، كما تم التنسيق من قبل امن الطرق ولاول مرة مع شركة تحكم لرصد مثل هذه المخالفات عن طريق اجهزة الرصد الالي المنتشرة على الطريق. الحكم على نجاح اي حملة من عدمه هو ما يعكسه الواقع، على مرتادي الطريق سواء بالسلب او بالايجاب، وما شهدناه من تحسن على طريق الدمام الجبيل دليل على نجاح الحملة المباركة من قبل دائرة امن الطرق بالمنطقة الشرقية، فقلة المخالفات وسرعة انتشار اخبار الحملة في مجموعات الواتساب انتشار النار في الهشيم محذرين من مخالفة السرعة وتجاوز الاكتاف خير دليل على نجاح الحملة.
نتمنى ان تتواصل هذه الحملات على طول العام مع مراجعة مقياس الاداء KPI، كم عدد الحوادث قبل، وكم اصبح بعد الحملات، ويفضل ان يواكب هذه الحملات المباركة تغطية اعلامية مع استطلاع للرأي لمرتادي الطريق.. وكلنا امل في الله ثم هذه الحملات ان تتحول طرقنا السريعة من حلبات موت الى واحات امن وسلام.