DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

صدام الثقافات

صدام الثقافات

صدام الثقافات
أخبار متعلقة
 
يعتبر «النمو وتطوير الأعمال» أحد أهم أهداف المالكين ومجالس الإدارات في أي منشأة، وليس ذلك لتحقيق عائد مادي وأرباح أكثر فحسب، وإنما للحصول على الاستدامة ومواجهة التحديات. وهناك فارق كبير بين «الثقة بالنفس» و«الغرور»، عند تحقيق النجاح فجميع رجال الأعمال الناجحين بلا استثناء لديهم ثقة بالنفس، وإلا لما استطاعوا اتخاذ خطوات جريئة لتأسيس أنشطتهم منذ البداية. لكن هذه الثقة تتحول إلى «غرور» إذا اعتقد الشخص أنه يمتلك من العبقرية والأفكار الجديدة ما يغنيه عن رصد تحركات ومزاج السوق بالمجال الذي يعمل به. إن عدم وجود استراتيجية واضحة وخطة عمل ومؤشرات أداء ومراجعة مستمرة قد يؤدي إلى خسارة حصة من السوق بل إلى الفشل والخروج تماما. وتوجد عدة استراتيجيات لتحقيق النمو وهي: اختراق السوق، التوسع في الأسواق المستهدفة، التوسع في المنتجات، التنوع، والاندماج والاستحواذ. ويتحدد الأسلوب الأفضل بحسب طبيعة السوق المستهدف، إمكانيات المنشأة، وطموح وخطة الإدارة. وقد ذكرت عدة بحوث ودراسات، أحدها منشور على موقع «هارفرد»، أن معدل فشل عمليتي «الاندماج والاستحواذ» يتراوح ما بين 70 و90%! وهذا يطرح تساؤلين مهمين: الأول: ما سبب هذا المعدل المرتفع من الفشل؟ والثاني: لماذا لا تزال العمليتان مستمرتين؟ تؤكد عدة مقالات أن السبب الرئيس للفشل يكمن في «صدام الثقافات» بين المنشأتين! وخير دليل يؤكد ذلك على سبيل المثال قصة اندماج شركتي «ديملر- بنز» الألمانية و«كرايسلر» الأمريكية المصنعة للمركبات، التي حدثت في سنة 1998، وبصفقة تعتبر الأضخم صناعيا في ذلك الوقت بمبلغ 36 مليار دولار أمريكي. حيث انتهت العلاقة في سنة 2007، معبرة عن فشل كبير نتيجة اختلاف الثقافات التي أدت إلى تصدع العلاقة على عدة مستويات. ومن العوامل المؤدية للفشل أيضا: الخلاف والاختلاف في كل شيء تقريبا، وعدم وضوح الرؤية والرسالة، كذلك الاختلاف على الخطط الاستراتيجية والأهداف، والاختلاف على العلامة التجارية، واندثار الميزة التنافسية لكل شركة، وتحجيم دور القادة المؤثرين وخروج الموظفين المتميزين، كل تلك العوامل لها دورها السلبي الذي يؤدي في النهاية إلى شيء أكيد وهو الفشل. وقد لفتت انتباهي عملية الاستحواذ التي حصلت في نهاية 2016 من قبل شركة الاتصالات الفنلندية الشهيرة «نوكيا» لشركة الاتصالات الفرنسية «الكاتل»، ومن المعروف أن الشركتين قد فشلتا في مواجهة التحديات مما أدى إلى خسارتهما حصة كبيرة من السوق. وقد قرأت سابقا مقالا منشورا في جامعة «انسياد» عن أن السبب الرئيس في فشل استراتيجية «نوكيا» وخسارة حصتها في السوق أمام «أبل» هو حالة «الرهبة» التي بثتها القيادة العليا إلى القيادة الوسطى مما أدى إلى تفشي ثقافة انعدام الشفافية والمهنية في نقل الأخبار الصحيحة والدقيقة عن حالة الشركة. أعتقد أنه من الشيق قراءة مقال مماثل «دراسة حالة» في المستقبل عما سيؤول اليه هذا الاستحواذ! والجواب على السؤال الثاني المطروح سابقا، يكمن في تشبيه جميل قرأته في مقال سابق، بأن عمليتي «الاندماج والاستحواذ» تشبهان «الزواج»! فدائما ما نسمع بأن نسب الطلاق مرتفعة في أماكن كثيرة من العالم، لكن هل سيتوقف «الزواج»؟ بالطبع لا. وبالمثل، فإن العمليتين ستتمان وتبقيان برغم كافة المخاطر لأن الكثيرين يرى فيهما فرصة كبيرة جاذبة للنمو.