يخطئ الحوثيون في تقدير حساباتهم إن ظنوا أن بإمكانهم كسر شوكة الشعب اليمني والقفز على إرادته ومقدراته، وهو خطأ يقترب من الوهم ذلك أن الخيارين المطروحين أمامهم من قبل قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن ينحصران في السلام أو الحرب، ولا خيار غيرهما، فالخيار الأول يكمن في المرتكزات والمرجعيات التي تشتمل على القرارات الأممية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، والخيار الثاني يكمن في استمرارية عمليات الجيش الوطني والمقاومة بمساندة قوات التحالف العربي الى أن يتحقق النصر الشامل والكامل وعودة الشرعية اليمنية المنتخبة.
أما القفز على ارادة الشعب اليمني ومصادرة حرية أبنائه وكرامتهم وسيادة أرضهم والسيطرة على مقدراتهم من خلال معارك عبثية خاسرة ترتكز على تعاون وثيق مع النظام الإيراني، يتمحور في مد الحوثيين بالأسلحة للاعتداء على أبناء الشعب اليمني، وبالألغام المتفجرة لزرعها في العديد من المحافظات، وبالصواريخ الباليستية لاطلاق بعضها على المدن اليمنية المحاصرة وبعضها الآخر على أراضي المملكة فلن تجدي تلك التجاوزات والممارسات الارهابية نفعا ولن تحقق أي انتصار مشهود للانقلابيين على الأرض.
ولم يعد خافيا على أحد حجم المساعدات التي تنهال على الحوثيين من النظام الايراني الذي يراهن بتدخلاته السافرة في الشأن اليمني على انتصار قد يحققه الانقلابيون على الشرعية اليمنية، فكل الأسلحة التي يستولي عليها الجيش اليمني من الحوثيين بعد كل انتصار تبين أنها من صنع إيراني بما فيها الصواريخ الباليستية التي يحاول الانقلابيون تخزينها في كل مكان من الأرض اليمنية الحرة.
ولا شك أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها المملكة لأبناء الشعب اليمني رغم ضراوة المعارك الدائرة وشراستها تؤكد من جديد الحرص على مساعدة اليمنيين لتجاوز أزمتهم الصعبة، وتؤكد الحرص على مصالحهم ودعمهم لمواجهة ظروف الحرب، ولطالما وقفت المملكة في حالات السلم مع اليمن للنهوض باقتصادياته ودعم مشروعاته التنموية، وها هي تقف مع هذا الشعب الشقيق في حالة الحرب لإنقاذه من تسلط الطغاة ومن يقف وراءهم على حرية أبنائه ومصيرهم.
ومازال النظام الايراني بمساعداته للحوثيين ومدهم بكل أنواع الأسلحة يضرب عرض الحائط بالقرارات الأممية حول تدخلاته في اليمن وحول مده بالأسلحة لأعداء اليمنيين لإطالة أمد الحرب، وحصد أكبر عدد من الأرواح البريئة في أبشع إرهاب يمارسه الحوثيون على أرض دائمة الغليان تحت أقدامهم وفي ظل رفض شعبي لكل ممارساتهم الإجرامية، وفي ظل رفض المجتمع الدولي لبطشهم وجبروتهم وتسلطهم على شعب يتحين النهاية الوشيكة لسقوطهم الذريع.
السلام أو الحرب خياران أمام الحوثيين لإنهاء الأزمة اليمنية العالقة، وسوف تطول هذه الحرب في حالة التعنت وركوب الرأس وعدم الاصغاء لصوت العقل، ولن تجدي مراوغاتهم للافلات من مقتضيات ومستلزمات السلام وفقا للطروحات التي تقدمت بها الأمم المتحدة ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، ولن تجدي محاولاتهم العبثية لتحقيق أي نصر من خلال المعارك على الأرض، فالشرعية اليمنية لا بد أن تعود لليمن رغم أنوف أعداء اليمن ومن يقف وراءهم.