في حضرة هذا الهرج والمرج، الذي صاحب قرارات القيمة المضافة وتعديل أسعار الطاقة، يصعب على المرء إسداء النصيحة، أو التقليل من صعوبة ما سيواجهه المواطن فور البدء في تطبيق تلك القرارات. ولهذا لابد من مصارحة الذات من خلال التأكيد على أن المواطن فعلا سيواجه صعوبات إلى أن يتأقلم مع هذا الوضع مهما كانت صعوبته، لأن البديل وباختصار شبه معدوم.
هناك حاجات وأمور لا يمكن الاستغناء عنها، كالمواد الغذائية، والتكييف، والتنقل بالسيارة، وشراء الملابس والمستلزمات المدرسية. كما أن هناك أشياء كانت في بدايتها تعتبر من الكماليات، ثم تحولت مع مرور الوقت وتطور حياتنا وسلوكياتنا، إلى أساسيات، مثل الهواتف النقالة، والترفيه، والسفر حتى لو كان داخليا.
ولو دققنا في تلك الأساسيات التي أشرت إليها، لاتضح لنا أنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل، مطالبة الناس بالاستغناء عن معظمها.
فعلى سبيل المثال، لدينا صيف يمتد لعدة شهور، وليس من بيننا من يتحمله دون تشغيل أجهزة التكييف، كما أنه، وفي ظل عدم وجود وسائل نقل عامة «حتى الآن»، فإن مطالبة الناس بعدم استخدام سياراتهم في التنقل، يعتبر عبثا لا يقبله عاقل، وقس على ذلك الكثير من الضروريات التي تشكل ضغطا على المواطن البسيط.
ما الحل إذن الذي يحقق تلك المعادلة الصعبة!؟. أجزم بأن لا وصفة سحرية أملكها أو يملكها غيري لحل تلك المعادلة. لكن هناك حلولا يمكنها تخفيف الوجع، وإن كانت لا تعالجه.
فمن ناحية لابد من تغيير سلوكنا الاستهلاكي، وإن أصبح ذلك عذرا لبعض «الشعبويين»، لتحريض الناس على الدولة، ومن ناحية أخرى لا بد من الاستفادة من حساب المواطن قدر الإمكان. أما نصيحتي الأخيرة، فهي «أصلح ما لديك من سلع واقتصد في شراء أي جديد». ولكم تحياتي.