في السنوات الأخيرة بدأت تتغير مفاهيم عدة فيما يخص إدارة المنشآت وآليات العمل المتبعة داخليا، وللأسف فإن هذه المفاهيم تأخر وصولها إلينا لأكثر من سبب، من أبرزها سيادة الشركات العائلية التي تتوارث مناهج ثابتة لا تتغير سوى بانتقال الإدارة من جيل الى جيل، حتى يأتي من له رؤية مختلفة عمن سبقه ولديه الرغبة فعليا بالتحديث المدروس وليس العشوائي.
ومن المفاهيم أو التوجهات التي هي موجودة في الأصل ولكن أهملت مع مرور الوقت ولأسباب عدة، منها أنها كانت تعلن ولا تطبق عند الكثير في كثير من مفاهيم العمل الجماعي.
ما نقصده هنا أن الغلبة في الأداء تكون ممثلة بصورة المجموعة مع تحييد المساهمات الفردية فيما يقدم، وهذا المفهوم في بيئات العمل الصحية وفي ظل إدارة متفهمة وقادرة على تطبيقه فعلا ليصبح مقياسا للأداء يحاسب عليه الموظف وفي نفس الوقت تراعى الواقعية في التطبيق لئلا يضيع جهد من يؤدي عمله، وتمييزه عن المتواكل أو المهمل ضمن فريق العمل، وهنا ومع مرور الوقت ستميز المجموعة الأضعف ضمنها أيا كان نوع ضعفه إلى أن يخرج منها، ومن هنا نعود للنقطة الأولى أولا وهي بناء البيئة الصحية للعمل التي تعزز ببقاء الأفضل.
النقطة الأخرى التي يجب التركيز عليها في مسألة العمل الجماعي هي الحرص على وجود سياسات عمل واضحة ومقاييس منصفة للتقييم لئلا يكون هناك توزيع مهام جائر عند وضع خطط العمل.
بمعنى آخر أن من يمثلة الفريق لابد أن يكون من اختيار الفريق نفسه. فليس كل منصب اداري يأتي متلازما مع القيادة الناجحة وهذا هو التحدي الفعلي.
