تمر هذه الأيام ذكرى البيعة الثالثة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله وسدده، ورحم المولى ولاة أمرنا الذين سبقوه- فهذه الأسرة الكريمة التي نفخر بها ونفاخر تتوارث المجد كابرا عن كابر!
ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز محطة وطنية تذكّر بالمحطات الجميلة الأخرى التي يمر بها الوطن خلال مسيرته نحو التميز والرقي بشعبه وأمته وعالمه نحو الرسالة الحقيقية للبشرية على هذه الأرض!
وقد بدأت مسيرة هذا الوطن بحلف مبارك بين إمامين عظيمين، الإمام محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب قدما من خلاله للبشرية خدمة عظيمة، بتنقية العقيدة الإسلامية العظيمة التي جاء بها محمد -صلى الله عليه وآله سلم- ليخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فقدموا عقيدة الإسلام نقية بالتوحيد من الجهالات والانحرافات، فلا عبودية إلا لله، ولا استعانة إلا بالله، ولا واسطة بين العبد وبين ربه، ثم جاء المؤسس الملك عبدالعزيز ليقدمها من خلال أعمال مؤسسية عصرية مميزة، وعلى ذلك سار أبناؤه من بعده ولله الحمد والمنة.
من محطات هذا الوطن التي يفخر بها ويفاخر القيم العربية الأصيلة التي يتوارثها أبناؤه، يتربون ويربون ويقيّمون من خلالها! حياءٌ وكرم، وشجاعةٌ وعطاء، «الفزعة» جزء من سلوك السعودي، و«المرجلة» قيمة لا يمكن أن يتنازل عنها، وحب الخير للغير فخر يفاخر به!
من محطات هذا الوطن أيضا خدمة الحرمين الشريفين ونعمة الأمن التي نتفيأ ظلالها، والتي تحققت بفضل الله، ثم بما قدمه ويقدمه رجال هذا الوطن من تضحيات، وهي نعمة تستحق التقدير والمحافظة عليها، فلا إبداع ولا عطاء ولا بناء من خائف!
من محطات الوطن الراسخة التي تذكرنا بها ذكرى بيعة القائد إسهامات المرأة السعودية، التي تقدم للعالم أنموذجا راقيا، يجمع بين المحافظة على خصوصية المرأة وسترها وحيائها والمشاركة في بناء مجتمعها!
كثيرة هي المحطات، ولذلك ففي ذكرى بيعة الملك سلمان يحق لنا أن نقول: هنيئًا للسعودي بسعوديته! وبقي العمل!