بين الحين والآخر، أزور بعض الجهات الحكومية التي تعمل بصمت وبعيدًا عن وسائل الإعلام، هذه الجهات تضع حب الوطن والإخلاص له في قمة أولوياتها، فالوظيفة هناك، تختلف عن أي وظيفة حكومية تنتهي بانتهاء ساعات العمل.
قبل أيام زرت مقر الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالدمام، والتقيت بمدير فرع المنطقة الشرقية الأستاذ عبدالكريم المالكي، وذلك للتعرف عن قرب على الأدوار التي تقوم بها الهيئة خلافا عن الاختصاصات المعروفة المحددة بالأمر الملكي القاضي بإنشاء الهيئة، والتي من بينها، التحري عن أوجه الفساد المالي أو الإداري في عقود الأشغال العامة وعقود التشغيل والصيانة، ومتابعة استرداد الأموال والعائدات الناتجة من جرائم الفساد، ناهيك عن متابعة الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية للمواطنين، وخاصة التعليمات المفترض اتباعها من تلك الجهات للارتقاء بعملها وتحسين أدائها.
لعل القارئ الكريم مقتنع بأن جرائم الفساد تدمر مبادئ العدالة، وتنشر الفوضى والمحسوبية، وتكرس الواسطة، لكنه ربما لا يعرف كل المبادرات الطيبة التي تنفذها الهيئة، فالأمر لا يتعلق فقط بما يصلها من بلاغات رغم أهميتها، بل يتعلق بزيارات مفاجئة على الكثير من الجهات الحكومية مثل المنافذ البرية والجوية والبحرية، والإدارات الحكومية أيًا كان تخصصها أو مجال عملها، لرصد أي ملاحظات أو مخالفات أو تجاوزات، ومن ثم العمل على معالجتها بالتغيير أو التطوير.
ورغم ما لتلك الجهود من مردود إيجابي كبير على المواطن والوطن، إلا أن هناك مبادرات ذات طابع إنساني، مثل زيارة مراكز التوحد، والمستشفيات بما فيها مستشفيات الصحة النفسية، ودور رعاية الأيتام والمسنين. فهذه المراكز تعمل بعيدًا عن متابعة الناس، خاصة ممن لا علاقة لهم بها.
لقد خرجت من تلك الزيارة بتفاؤل كبير، وأعجبتني عبارة أطلقها الأستاذ عبدالكريم المالكي، يقول فيها «لن يصعد لسفينة رؤية 2030 أي فاسد»، فما أجمل تلك العبارة.
حفظ الله مليكنا العادل سلمان بن عبدالعزيز، وحفظ سمو ولي عهده الأمين حامل راية مكافحة الفساد، وحفظ وطننا من كل سوء.. ولكم تحياتي..