منذ عهد مؤسس الكيان السعودي الشامخ ومرورا بعهود أشباله -رحمهم الله- وحتى العهد الحاضر الزاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- والقضية الفلسطينية وقضية القدس الشريف تحتلان مساحة كبيرة في قلوبهم، وقد نادوا في كل محفل بأهمية تسوية القضية الفلسطينية وعاصمتها القدس بشكل دائم وعادل وشامل يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، ويضمن عودة المهجرين الى ديارهم ويوقف سياسة الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وإزاء ذلك فان المملكة استنكرت قرار البيت الأبيض بشأن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية اليها، وأيدت الحلول العادلة وفقا للقرارات الأممية المرعية بأهمية قيام الدولتين المستقلتين كما جاء في تضاعيف المشروع السعودي الذي تحول فيما بعد الى مشروع عربي لحل الأزمة الفلسطينية العالقة، وقد أشادت دول العالم قاطبة بهذا المشروع الحيوي الذي يناصر الحقوق الفلسطينية ويقيم دولة فلسطين على تراب الأرض الوطنية ويضمن بقاء القدس عاصمة لها.
تلك الثوابت المعلنة لم تتزحزح المملكة عنها قيد أنملة منذ عهد التأسيس حتى العهد الحاضر، وهي ثوابت مازالت تحظى باعجاب العالم وإكباره وتأييده وتثمينه وقد أشاد بها السفير الفلسطيني لدى المملكة، فدور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تجاه نصرة ودعم قضية فلسطين وقضية القدس هو دور محوري وهو الملاذ الآمن الذي يلجأ اليه الفلسطينيون كلما عظمت التضحيات والتحديات.
والدور السعودي يمثل منهجا واضحا وثابتا لحماية حقوق الفلسطينيين والدفاع عنها وتوفير إمكانية صمودهم واستمرارهم في معادلات القوى والسياسات، وبالتالي فان القضية الفلسطينية هي قضية تعتبرها المملكة مركزية بالنسبة لها وبالنسبة لشعوب الأمتين العربية والاسلامية، وقد أكد خادم الحرمين الشريفين أن المملكة كانت ومازالت وستستمر داعمة للشعب الفلسطيني وداعمة لمشروع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
وستظل المملكة وفية دائما لتلك المواقف الثابتة تجاه القضية الفلسطينية وتجاه القدس الشريف، وقد نادت المجتمع الدولي مرارا وتكرارا وسائر دول العالم بالوقوف وقفة جادة وحازمة تجاه العبث الإسرائيلي، والوقوف مع الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه المشروعة من براثن الصهاينة المعتدين على مقدراته وإرادته، ولا تزال تنادي بأهمية إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وأهمية عودتها اليه.
ومازال الشعب الفلسطيني يثمن الدور السعودي الهام بالوقوف الى جانبه لمناصرته والدفاع عن حقوقه في كل محفل عربي أو إسلامي أو دولي، وهو وقوف يمثل مناصرة الحق على الباطل، فالأراضي الفلسطينية مغتصبة بالقوة من قبل اسرائيل ولا بد أن تعود للفلسطينيين عاجلا أو آجلا لتنعم المنطقة العربية وكل مناطق العالم بالأمن والاستقرار والسيادة، وستظل دول العالم قاطبة تغلي بالأزمات والحروب والقلق طالما ظلت قضية فلسطين معلقة دون حل، وحلها يكمن بعودة الفلسطينيين الى ديارهم وقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.