يبدو أن هناك أناسا خلقوا (ضديين)، أي أنهم ضد كل شيء، سواءً فهموه أم لم يفهموه، وسواءً أكان في صالحهم أم في غير صالحهم. المهم لديهم هو الرفض للرفض، فهم يرفضون عمل المرأة في الأسواق، ويرفضون قيادتها للسيارة، ويرفضون السينما، ويرفضون الحفلات الغنائية.
حاولت أكثر من مرة، عبر تويتر بالذات، أن أفهم لماذا يتجمدون بهذه الصورة في منطقة الرفض رغم ما يرونه من مصالح الانفتاح والتطور الاقتصادي والاجتماعي، الذي ينطبق أو سينطبق عليهم كما ينطبق على كل من يؤيد هذا الانفتاح وهذا التطور؟! وحاولت أن أشرح لهؤلاء، في مقالات كثيرة، ماذا تعني المعاصرة، ولماذا يجب أن نكون معنيين بها لنلحق، بعد تأخرنا المزمن، بركب الدول المتقدمة في غرب العالم وشرقه ونحقق فائدة الأجيال القادمة؛ لكن كل هذه المحاولات ذهبت وتذهب هباءً كل يوم.
لقد بدأت أقتنع بأن لا فائدة من تضييع الوقت مع من حكم على نفسه ويريد أن يحكم على الآخرين بالجمود، فمثل هذا الشخص لديه رهاب من التغيير. يكره أن يرى المياه تتحرك لأنه يخاف من جريانها واختيار اتجاهاتها بنفسها، ولذلك تجده راغباً على الدوام في سكون البركة ورافضاً لإلقاء أي حجر يحرك هذا السكون ويحيله إلى حركة تولد طاقة.
بطبيعة الحال فإن ضرر المتجمدين الضديين هو ضرر بالغ وخطير إذا مُكنوا من التأثير في المجتمع. وهذا الضرر يعم كل المجتمع ولا يخصهم وحدهم. وأنا وأنتم نعلم كم خسرنا على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي؛ من جراء البقاء لعقود في دائرة الخوف من التغيير والرفض لكل جديد.