لا يزال أبناؤنا الطلبة، سواء أكانوا في المراحل الابتدائية أم المتوسطة أم الثانوية، يدرسون بالطريقة القديمة التي تعتمد الحفظ الآلي في التعليم. وهذا سبب إخفاق الكثير من الطلبة حتى المتفوقين منهم وذلك لصعوبة الحفظ المعتمد على التلقين.
هذا الأسلوب يقدم المعلومات جاهزة للطالب، فلا يدفعه للتفكير والبحث والاستنتاج، ثم الوصول للإبداع.
المعرفة ثابتة لا تتغير، والامتحان مجرد قياس لكمية المعلومات التي حفظها الطالب، أسلوب عقيم لا ينتج عقولاً تفكر فتبدع، لا حول ولا قوة إلاّ بالله.
الكثير من أبنائنا الطلبة، إن لم يكونوا جميعاً، يصابون في هذه الفترة برهاب الامتحان والقلق الشديد وهي حالة انفعالية مصحوبة بتوتر، وانشغالات عقلية سالبة تتداخل مع التركيز المطلوب أثناء المذاكرة أو أثناء الامتحان فتؤثر سلباً على المهام العقلية والمعرفية، هذا في حالة الطالب الذي يدرس بطريقة البحث والتفكير والاستنتاج واستنباط المعرفة، فكيف بمن يدرس بطريقة حشو المعلومات ثم التفريغ في ورقة الامتحان دون فهم «طريقة التلقين»!
القلق الطبيعي، أمر طبيعي، فقد اتفق التربويون على أنه حالة انفعالية مؤقتة تحدث في أكثر الأحيان، ولا بد من استثماره لتحقيق الإنجاز والإبداع، لكن في حالة زيادته عن الحد الطبيعي فيصبح مرضاً يحتاج لعلاج.
نحن كأسر من يضاعف القلق في نفوس أبنائنا الطلبة ويحوله لداء. غالبية الأسر تعيش القلق في فترة الامتحانات وقبلها، والمؤسف أن هذا القلق يظهر في وجوه الآباء والأمهات فينعكس سلباً على الأبناء، ويزيد الأمور تعقيداً، خاصة عندما نطلب منهم درجات عالية، وننسى الفروق الفردية، أما المقارنة بين الإخوة، وأبناء الأقارب والجيران، فهذا بحد ذاته سيف بتار يقضي على البقية الباقية من ثقة الطالب بذاته وقدراته، أضف إلى ذلك الترهيب والتهويل من الامتحانات ونشر الرعب في قلوب الطلبة من قبل بعض المعلمين، تدمير للإمكانيات وشلل في التفكير.
ثقتنا في أبنائنا الطلبة كبيرة، فهم أمانتنا، وثروة الوطن الحقيقية ومستقبله وحاضره، الامتحان ليس شبحاً مخيفاً كما تصوره بعض الأسر، ويصوره بعض المعلمين.
أذكر.. المسؤولية مشتركة في النجاح وعكسه وليس الطالب وحده. التوفيق أرجوه وتهنئتي بالنجاح سلفاً.