إشادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء مملكة البحرين حول المواقف الثابتة للمملكة وخدمتها للأمتين العربية والاسلامية تمثل علامات واضحة في تاريخ المنطقة والعالم، ذلك أن السياسة المنتهجة التي تزاولها المملكة منذ قيام كيانها الشامخ وحتى اليوم مع الأشقاء والأصدقاء تنم بجلاء عن التعامل العقلاني مع سائر القضايا العربية والاسلامية والدولية بروح من ملامحها التمسك بأمن واستقرار دول الخليج ودول المنطقة وسائر المجتمعات لما فيه تعزيز أواصر العلاقات بين المملكة ودول العالم، وصولا الى الغاية المنشودة المتمحورة في بث عوامل الرفاهية والرخاء والازدهار لكافة شعوب المعمورة.
وانطلاقا من هذا المفهوم فإن المملكة حريصة دائما على ترسيخ علاقاتها بين جيرانها من الدول الخليجية والعربية وكافة الدول الاسلامية والصديقة لما فيه تحقيق المصالح المشتركة بين المملكة وسائر تلك الدول، وقد ركزت المملكة باستمرار على أهمية دعم سبل التضامن العربي والاسلامي حتى تحولت الى أحد شعاراتها الأساسية لتوحيد المواقف المشتركة؛ حفظا لاستقرار وأمن وسلامة الشعوب العربية والاسلامية من جانب، ولمواجهة التحديات المحدقة بها من جانب آخر.
وإزاء هذه التطلعات الرشيدة التي تمارسها المملكة فإن المستقبل المأمول لها ولبقية الدول الخليجية والعربية والاسلامية سيغدو أكثر إشراقا، وسوف تتحقق لدول مجلس التعاون سلسلة من المنجزات التقدمية الباهرة والمكتسبات الحضارية التي سوف تتحقق على أرض الواقع خلال زمن قياسي منظور، وقد تحققت بالفعل مجموعة من المنجزات التعاونية بين الدول الخليجية الست منذ إنشاء منظومتها التعاونية حتى اليوم.
ومن علامات تلك التطلعات ما تسعى له المملكة والدول الخليجية من تنمية شاملة ومتصاعدة من مردوداتها الايجابية تحسين مستوى المعيشة لمواطني المنظومة التعاونية وتحقيق أعلى مستويات الرخاء والازدهار لسائر المواطنين، فثمة سلسلة من المنجزات التي ترى بالأعين المجردة في البلدان الخليجية ترسم الحاضر المزدهر والمستقبل الموعود من خلال قفزات تنموية ونهضوية مشهودة للوصول الى أهداف تدفع عجلة التنمية الى الأمام لمواكبة المتغيرات والمستجدات التي يشهدها العالم.
ويمثل جسر الملك فهد الذي أشار اليه سمو رئيس وزراء البحرين شريانا حيويا بين البلدين الشقيقين، ويشهد في الوقت الحاضر عمليات تطوير وتحسين ملحوظة، كما أن جسر الملك حمد الحديدي بين البلدين يعد اضافة جديدة في تاريخ مسيرة العلاقات السعودية البحرينية المتميزة، ولا شك أن الجسرين يمثلان في واقع الأمر انطلاقات هامة وحيوية لتفعيل العلاقات بين الأشقاء في البلدين وبقية دول المجلس، ويعدان دعما واضحا للروابط التاريخية التي تجمع دول مجلس المنظومة.
ما جاء في صلب التصريحات التي أدلى بها سموه لهذه المطبوعة يمثل تبيانا لأوجه التعاون المثمر بين المملكة ودولة البحرين الشقيقة، ويمثل في ذات الوقت رسما واضحا لمستقبل دول مجلس التعاون الخليجي، وهو مستقبل يقوم على دعم الأواصر الوشيجة فيما بين شعوبها لمزيد من التلاحم والتعاون تحقيقا لنهضة خليجية شاملة، وتحقيقا للوصول الى أهداف مشتركة لمواجهة التحديات المحدقة بها.