ألقى خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الأربعاء الماضي خطاباً شاملاً في مجلس الشورى اشتمل على توضيح سياسة الحكومة السعودية الداخلية والخارجية، ورصد لمنجزاتها خلال العام المنصرم.
الخطاب الملكي تطرق إلى العديد من الموضوعات التي تهم الشأن الداخلي والخارجي ومن أهم النقاط التي ركز عليها الملك -حفظه الله- في خطابه هو أن الدولة ماضية وعازمة على مُحاربة الفساد بكل أنواعه وأشكاله بعدل وحزم لأنه آفة خطيرة تقوض المجتمعات وتحول دون نهضتها وتنميتها، لتنعم بلادنا بإذن الله بالنهضة والتنمية التي يرجوها كل مواطن.
وتطرق -حفظه الله- إلى أن الدولة تسعى إلى تطوير حاضرها وبناء مستقبلها والمضي قدماً على طريق التنمية والتحديث والتطوير المستمر بما لا يتعارض مع ثوابتها متمسكة بالوسطية سبيلاً والاعتدال نهجاً كما أمرنا الله بذلك معتزين بقيمنا وثوابتنا.
ثم وجه -سلمه الله- رسالة للجميع مواطنين ومقيمين أنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه، وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك فنحن إن شاء الله حماة الدين وقد شرفنا الله بخدمة الإسلام والمسلمين ونسأله سبحانه السداد والتوفيق.
وفي اعتقادي أن خطاب الملك هو خارطة طريق لعامٍ كامل ويُكتب بماءٍ من ذهب لأنه شامل وواف، وتطرق إلى أمور عدة تشغل بال المواطن ومنها برنامج الإسكان وتوفير مزيد من الخدمات بجودة عالية وتسهيل الإجراءات، إن ما ورد في الخطاب الملكي من مضامين وطنية وسياسية واقتصادية ستكون منهجاً يستضيء به مجلس الشورى في عمله وخطته ولعل المجلس وأعضاءه يسعون إلى جعل الخطاب الملكي دليلاً استرشاديًا ومنهجًا للطريق لعامٍ كامل يسعون من خلاله لتقديم ما يرضي القيادة والمواطنين وبما يصب في خدمة الوطن، ومنهج عمل لرقابتهم على الجهات المعنية للتأكد من تحقيقها كافة ما يطلب منها.
خطاب الملك في الشورى رسم ملامح المرحلة المقبلة في سلم ترتيب الأولويات، وهي نظرة ثاقبة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد استمراراً للمضي قدماً في المشروع الاصلاحي الشامل في بلادنا لتحقيق العديد من المكتسبات.
بلادنا وبفضل من الله عز وجل ثم حكمة القيادة الرشيدة ماضية في ارادتها الشاملة لتعزيز مبادئ العدل والمساواة واحترام سيادة القانون وتطبيقه على الجميع، وستظل السعودية مهبط الوحي وقبلة المسلمين إن شاء الله منبر محبة وسلام للعالم من حولها، وهي بكل تأكيد نتيجة الرؤية السديدة للملك -حفظه الله ورعاه- لتبقى المملكة شامخة في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والخدمية، والمملكة بقيادتها ورجالها ونسائها قادرة على حماية أمنها واستقرارها وأن كافة المحاولات الخارجية من الدول الداعمة للإرهاب والتي تهدف لزعزعة أمننا واستقرارنا ستفشل، وأن ثوابتنا ووحدتنا الوطنية والتفافنا حول قيادتنا وتقوية الصف الداخلي في مواجهة كافة الأخطار التي تحدق بالوطن ستبقى فخرًا للتصدي لأي أطماع خارجية.