رسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في خطابه أمام مجلس الشورى يوم أمس وهو يفتتح أعمال السنة الثانية في دورته السابعة الملامح الرئيسية والحيوية لسياسة المملكة الداخلية والخارجية، وقد جاء في تضاعيف الخطاب عرض شامل لما يهم المواطن وخطط الدولة المستقبلية، وكافة الجوانب الاقتصادية والسياسية للمملكة.
انه خطاب شامل غطى كافة الجوانب المهمة للدولة التي سوف تنعكس بإذن الله على سنوات مليئة بقفزات نهضوية هائلة، فالخطاب يمثل خارطة طريق واضحة لمستقبل المملكة الواعد، وقد حرصت المملكة وفقا لما جاء في تضاعيف الخطاب الملكي على مصالح المسلمين والعرب، وقد مثل وثيقة مرجعية لسائر البرامج التنموية الطموحة التي مازالت المملكة تقوم بتنفيذها على أرض الواقع.
لقد انتهجت المملكة سياسة خارجية واضحة، وتجربتها الشورية تضاهي تجارب عالمية كبرى، ومن علامات تلك السياسة المعلنة المنافحة عن القدس والدفاع عن قضية فلسطين العادلة وهي قضية العرب المركزية، وهو دفاع بدأ منذ عهد تأسيس المملكة وحتى اليوم، فقد ظلت المملكة وفية لمبادئها الثابتة والمعلنة تجاه القضية الفلسطينية، ومازالت تنادي بأهمية تسوية هذه الأزمة تسوية عادلة ودائمة وشاملة.
مواقف المملكة ثابتة ومعلنة تجاه قضية القدس وقضية فلسطين، وتتحمل مسؤولية عظيمة تجاه القضيتين، وقد استنكرت القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، كما أن مواقفها الثابتة تؤكد على عدم التدخل في شؤون الغير ومازالت تدين التدخلات الأجنبية في شؤون دول المنطقة، وتلك مواقف لم تتغير وتؤكد المملكة من خلالها ثباتها على مبادئ الحق التي تمثل نهجا إسلاميا صائبا.
ينتظر المملكة استنادا إلى ما جاء في تضاعيف الخطاب الملكي الشامل مستقبل مشرق وفقا لرؤيتها الطموح 2030 حيث تنتقل المملكة بتطبيقها لبنود الرؤية إلى عالم اقتصادي جديد تضاهي به الدول المتقدمة الكبرى، ومن جانب آخر فان المملكة مازالت تدافع عن القضايا العربية والإسلامية في كل محفل، كما أن الخطاب ركز على مصلحة المواطنين والعمل على تحقيق المزيد من الانجازات الكبرى في ظل تطبيقها لرؤيتها الشاملة.
وقد حرصت المملكة على المضي قدما في تطبيق منهج الاصلاح والقضاء على الفساد والحرص على الأخذ بأسباب التنمية الشاملة، وتشجيع القطاع الخاص للقيام بأدواره الريادية في مجال توطين التقنية لتحقيق المزيد من النمو والتقدم، واهتم خادم الحرمين الشريفين بالتركيز على أهمية تقديم الخدمات للمواطنين والتوسع فيها لاسيما في مجال الاسكان، والتركيز على مكافحة التطرف والإرهاب واعداد المملكة لمستقبل أفضل.
وقد أشار -حفظه الله- إلى دور المملكة الريادي المؤثر في القضايا العربية والإسلامية والدولية وأهمية مواجهة الإرهاب والعمل على حل سياسي للقضية الفلسطينية يرتكز على عودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها القدس الشريف، والمملكة حريصة دائما على ترسيخ قيم التسامح التي نادت بها العقيدة الإسلامية السمحة، كما أنها عملت وتعمل دائما على رفع المعاناة عن شعوب العالم والعمل على حل كافة القضايا في بؤرها الساخنة بطرق عقلانية راجحة.