.. في جامعة الدوادمي عبر الهاتف سُئِلتُ من بناتي، طالبات الجامعة الأسئلة التالية:
- هل فعلا أن المرأة تمثل نصف المجتمع في قوة الأهمية حسبما وضحته إحصاءات في بلجيكا؟
- وكانت إجابتي، بأنه وبرأيي الخاص، وبغض النظر عن أي إحصاءات، إن المرأة تمثل أكثر من نصف المجتمع قوة وحضورا، سواء اعترف المجتمع بذلك أم لم يعترف. فالأقوى دائما هو أول إنسان يطرأ علينا في حالة الضعف والقوة، وفي حالة الظلم والضعف، وفي حالة الحاجة، وفي حالة الوحشة والوحدة، وفي عاطفة الحب، وفي قوة التأثير. أكيد إنكن حزرتن الجواب، لأن الإنسان المقصود هو أول من خطر على بالكن الآن، وهي بلا منازع ولا جدل الأم. حتى أقوى رجل بالعالم أنشأته أمُّه، وتعلم من أمه، وسندته في أهم مراحل تكوين شخصيته أمه، فهي إذن أقوى منه، وهي امرأة، إذن أي أدوار أخرى للمرأة إنما فقط تضيف قوةً لتفوق موجود أصلا لها من قبل.
- هل تعتقد أن سوق العمل مستعد لاستقبال المرأة الآن؟
- لن أجيب عن صيغة هذا السؤال لأن السؤال خاطئ في المنطق وفي حقيقة الأشياء. السوق ليس كائنا جالسًا على ناصية طريق أو في قهوة يأتيه الناس ويكون جالسا أو مستعدا. السوق غير موجود بالأصل إلا لما أوجده الإنسان بخياله وتفكيره، أنتن من تصنعن السوق، فالسوق نتيجة تفكيركن، فالبنات اللاتي صنعن فرصا لأنفسهن في مجالات لم تكن سلفا سوقا في الأصل صنعن سوقا جديدا، ما زالت الأفكار والأعمال وحاجة المجتمع (الزبون) بحاجة شديدة لملء فراغاتٍ لتشكل سوقا جديدا، والنتيجة التي أخلص إليها أنكن من تجعلن السوق مستعدا وليس العكس.
لما ذهب عالم لمدرسة وسأل طلابها: «ما هو برأيكم أقوى مخلوق على الأرض؟» كانت اجابات الطلاب بين الديناصور والفيل والأسد، إلا أن العالم قال: كلا إنها المرأة. فمن قراءته المتأنية لتاريخ السلوك البشري وجد أن المرأة هي التي تتحمل العذاب، ونتائج الحروب والكوارث وهي التي تكتب بعرقها ودمها ودموعها قصص الإعجاز في الصمود والصبر. وأختم لكن بما قالته «إليانور روزفلت» زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق: «إن المرأة مثل كيس الشاي لا يمكنك معرفة تحمله ثم عطائه إلا عندما تضعه بماءٍ حار».