حسب منظمة الصحة العالمية، فإن ضحايا الحرائق يصل لمائتي ألف ضحية كل عام في مختلف دول العالم. كما تشير بعض التقارير إلى أن نسبة وفيات الحرائق في فصل الشتاء هي الأكثر من بين فصول السنة. ولو عادت ذاكرتنا للأحداث التي سمعنا عنها في المملكة، لوجدنا أن ما قيل عن ضحايا الشتاء صحيح ودقيق.
قبل ثلاثة أعوام، اندلع حريق في أحد منازل الخبر، ورغم أنه لم يكن كبيرا، إلا أن الدخان الكثيف حينها، تسبب في وفاة والدة أحد الأصدقاء وخادمتهم. وفي الأسبوع الماضي، اندلع حريق وتسبب في انفجار أسطوانة الغاز نتج عنه وفاة أكاديمي من جامعة الملك فهد للبترول، بالإضافة لوفاة ابنته التي لتوها قد أنهت دراستها خارج المملكة رحمهم الله جميعا. وهناك قصص كثيرة ومتنوعة، عن حرائق تتسبب في وفيات وتشوهات.
نؤمن بالقضاء والقدر، وبأن ما يصيب الإنسان لم يكن ليخطئه، ولكن هناك أسبابا كانت دائما تقف خلف تلك الحوادث المميتة. واهم تلك الأسباب، عدم الاهتمام واللامبالاة باشتراطات السلامة. فنحن وعلى سبيل المثال، نصرف مئات الريالات على أمور ثانوية، بينما لا نفكر بوضع طفايات للحريق، ولا أجهزة لكشف الدخان رغم أن قيمتها لا تتجاوز المائة ريال. مع أن هذه الأجهزة كفيلة بإذن الله، بتنبيه الأسرة في حالة وجود دخان، خاصة عندما يكون الجميع نائمين. وقد أكدت البيانات المتعددة، أن الاختناق جراء استنشاق الدخان، يتسبب في العدد الأكبر من الوفيات.
في فصل الشتاء، يتجه الجميع للبحث عن مصادر للتدفئة، فهناك من يفضل الفحم، وآخرون يفضلون دفايات الغاز، وغيرهم يختارون دفايات الكهرباء، ناهيكم عن التشغيل المتواصل لسخانات المياه. ومع أن هذا يعد أمرا طبيعيا في ظل انخفاض متواصل لدرجات الحرارة، إلا أن هناك من يتجاهل توفر المواصفات الفنية لتلك الأجهزة.
لعلني أكمل غدا هذا الموضوع الهام الذي لا يكفيه مقال واحد.
ولكم تحياتي..