في كتب التاريخ يمكن لأي إنسان أن يعرف من خلالها ماذا قدمت الدول العربية بشكل عام، ودول الخليج وعلى رأسها المملكة بشكل خاص للقضية الفلسطينية. فمنذ عام النكبة، والدول العربية تقاتل لأجل القضية. أما إيران وتركيا وعصابة الإخوان واليساريون العرب من أصحاب الشعارات، فلم يقدموا شيئا لهذه القضية التي كانت وما زالت وستظل قضية العرب الأولى والأهم. هذه حقائق لا يمكن لأحد إنكارها أو تزويرها.
المملكة ومنذ عهد الملك عبدالعزيز وحتى يومنا هذا، لم تتخل في أي مكان أو زمان عن القدس، ولا حتى عن شبر من الأراضي الفلسطينية المحتلة. ولعل قطع إمدادات النفط عن أمريكا وأوروبا، والذي قامت به المملكة أثناء حرب أكتوبر 73، لأكبر دليل على أنها قدمت القضية الفلسطينية على مصالح المملكة، خاصة وأن النفط هو المصدر الوحيد لخزينتنا، ناهيك عن التهديد الذي وجهته تلك الدول، باحتلال آبار النفط، ورد الملك فيصل، يرحمه الله، بأنه سيحرق تلك الآبار لو حاولوا احتلالها. تصوروا شخصا يضحي بموارد بلاده لأجل فلسطين. لست هنا بصدد تعديد ما قدمته المملكة للفلسطينيين، فالمجال ضيق، والعطاء كان ولا يزال أكبر من أن نختصره في هذه المقالة، لكنني ضربت مثالًا واحدًا، لعله ينشط ذاكرة أولئك الغربان ممن تجاوزوا حدودهم على وطننا.
نحن لن نلوم بعض «الزعران والمأجورين»، على ما يخرج منهم من قول أو فعل مسيء لشعبنا، بل نلوم القيادات التي تسمع وترى ولا تتكلم، وكأنها تقبل بمثل هذه التجاوزات. وحتى لو قال قائل إنها مشغولة بالأحداث المتسارعة، فهذا غير مبرر ولا مقبول. فالمملكة وكما قلت قدمت كل شيء لفلسطين وقضيتها، ومن العيب على الفلسطينيين المقيمين في الخليج، وعلى الرموز الفلسطينية، السكوت عن هذه التجاوزات التي لن ننساها ولن نتجاوزها، والمثل العربي يقول الساكت عن الحق شيطان أخرس..
ولكم تحياتي.