تسعون دقيقة سيشاهد فيها أربعة مليارات إنسان حول العالم منتخبنا في افتتاحية كأس العالم ٢٠١٨ بإذن الله، بل سيشاهدون المملكة العربية السعودية من خلال عناصر ولعب وأداء منتخبها، ولونها، وشعارها، ونشيدها الوطني.
حدث تاريخي مجاني.. وفرصة فاخرة لكتابة مجد رياضي فخم.. لو دفعت مليارات لما حصلنا على مثل هذا الحظ.. فلله المنة على فضله.
من هنا ينطلق السؤال الأهم كيف يمكن أن نستثمر هذه المناسبة لتقديم السعودية في أبهى حلة وأروع صورة.. فالمسألة في واقعها مباراة لكن حقيقتها أنها أكثر من ذلك.. فمن سيلعب منتخب سعودي ولكن من سنستهدف هو المملكة تسويقا وابرازا واشهارا واظهارا على كل مستوى ممكن استغلاله.
من حيث الاهتمام والمشاهدة افتتاحية كأس العالم تماثل المباراة النهائية، وهذا مكسب هائل سنصنع بإذن الله من هذا الحدث مكاسب أخرى لا تنتهي بانتهاء المباراة.. وسيجتهد المخلصون وفي مقدمتهم معالي رئيس الهيئة ومنسوبوها وكافة الجهات والشخصيات ذات العلاقة.. وأتمنى انشاء لجنة لتحضير ذلك.
من اليوم سيتابعوننا ويبحثون في كل شيء يمنحهم معرفة عنا.. سيتوقون شوقا ويتساءلون من هذا المنتخب الذي سيلعب الافتتاحية.. كل التفاصيل ستكون في دوائر رصدهم وبحثهم.
مع المكاسب الكبيرة في مشاركة أي منتخب في كأس العالم على كافة المستويات والمجالات.. ولكن أن تلعب الافتتاحية فذلك استثناء مختلف.. فهذه المناسبة ستكون مشروعا وطنيا يجب أن ينفذ بأسلوب متقن ومخطط له يضمن أقصى درجات المنفعة.. فهم طوال الستة الأشهر القادمة من سيبحث عنا ويجب أن نصل إليهم.
على المستوى الاستثماري والتسويقي يجب الاستفادة من عقد شراكات تسويقية ورعايات ضخمة.. ومحاولة عقد مفاهمات حول جذب استثمارات متنوعة وغنية.
على المستوى الإعلامي وفي فنون العلاقات العامة يتوجب عمل ورش عمل لاستخلاص أهم التوصيات والرؤى والتوجهات والأفكار التي تفيد في تقديم محتوى إعلامي مميز وتنفيذ حملات في العلاقات العامة تقدمنا كوطن مؤثر وتبني صورة متينة عنا عبر التفاعل مع الوسائل الاخرى والاستضافات واللقاءات المتعددة والتعارف الإعلامي وتكثيف الدعوات وتوزيع الهدايا والصور والتذكارات المعبرة عن الوطن.
كذلك على المستوى الرياضي لاعبو المنتخب عليهم استشعار قيمة اللعب في افتتاحية كأس العالم، فحين يبذلون جهدهم ويقدمون أقصى ما لديهم ويلتزمون لعبا وسلوكا فسيرفع ذلك قيمة اللاعبين السعوديين ويلفتون أنظار العالم إليهم ويرفعون قيمتهم الرياضية والتسويقية، وكذلك من خلال تبادل الخبرات والتفاهم حول انشاء اكاديميات أو تقديم لاعبين للاحتراف في دوريات عالمية.
على المستوى الثقافي يفترض وضع أطروحات حول ذلك تقدمنا ثقافيا فمثلا عروض عن المملكة بلغات مختلفة واهداء كتب وروايات مترجمة وموسوعات مصورة في التاريخ والآثار وغيرها.
اللعب في الافتتاحية حدث ضخم يجب ألا يستسهل أو يهون ذلك أو يقال اننا نضخمه فنحن نقول للعالم الرياضي نحن من سيلعب الافتتاح أي «أهم تسعين دقيقة في رياضة السعودية» في أكبر تظاهرة رياضية على كوكب الأرض، لذا سنستثمر كل المتاح خلال الأشهر القادمة في كسب أمور كثيرة.
