أكثر ما يواجه العمل الخيري في المجتمعات صعوبة الوصول إلى الفقراء المتعففين المستحقين للزكاة والصدقة والمساعدات، فغياب المعلومات الدقيقة عنهم يُعد من أكبر المعوقات للوصول إليهم.
من المستحيل أن يطرقوا أبواب المنازل، أو يترددوا على الجمعيات الخيرية لطلب المساعدة، كرامتهم تأبى عليهم أن يسألوا الناس إلحافًا.
كتبتُ عن هذه الفئة كثيرًا ولن أقف، فهم مسؤولية الجميع، ذكرهم الحق في كتابه الكريم ووصى بهم.
فبالرغم من وجودهم بيننا يصعب علينا معرفة حاجتهم المادية، فنحسبهم أغنياء من التعفف، وهذا تقصير منّا كمجتمع وأفراد أمام مسؤوليتنا الاجتماعية والدينية، فالتحري والبحث عنهم من أوجب الواجبات.
علمًا بأن القائمين على العمل الخيري في المملكة كثيرون، وعلى رأسهم رائد العمل الخيري خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله- إلاّ أن شح المعلومات الحقيقية والدقيقة عن هذه الفئة يشكل أكبر عائق.
التقصير منا كمجتمع وأفراد لا يبرره أي مبرر لأهمية الروابط الإسلامية والتكافل الاجتماعي، فلم يجعل الله سبحانه هذا التكافل اختياريًا، أو منَّة يجود فيها الغني على الفقير، فالزكاة ركن من أركان الإسلام، والصدقة برهان، ومن أعظم أسباب البركة في الرزق ومضاعفته.
قد يكونون من الجيران، والمتأمل في أحوال الجيران في هذا الزمان قليل، في الماضي كان من السهل معرفة الفقراء في الحارات، والأحياء القريبة منهم، أما الآن وبعد التطور الحاصل في المجتمعات والتوسع العمراني الكبير وزيادة عدد السكان أصبح من الصعب معرفتهم، قد يسكن الساكن ويغادر الحي دون أن يعرف جيرانه، أو يعرفوه للأسف وبالرغم من ذلك فالبحث عن الفقراء المتعففين فرض ومسؤولية اجتماعية لا تُقبل فيها أي حجة مهما كانت صعوبتها، فهؤلاء وصية رب العالمين.
المحتاج المتعفف مسؤولية الجميع.