في الوقت الذي يختلط الحابل بالنابل في بعض طرقنا وشوارعنا بسبب عدم وجود الخطوط التي تحدد مسارات المركبات، مما يساهم في إحداث الفوضى وتعريض الناس لخطر الحوادث، تقوم بعض البلديات بوضع ما يسمى عيون القطط بشكل مبالغ فيه. ولعلكم لاحظتم ذلك في الكثير من شوارعنا. وهكذا يكون حالنا، إما حبة أو بركة كما يقول المثل الشعبي.
لا أدري مَنْ الذي شوه عيون تلك الحيوانات الأليفة وظلم القطط بتسمية تلك القطع الخطيرة والمزعجة والمنتشرة في الكثير من طرقنا، عيون القطط، تلك العيون الجميلة والساحرة!!. هناك ممثلات ومطربات عالميات وشهيرات، يحرصن على أن يكون مكياج عيونهن بما يسمى «مكياج عيون القطط» ومن بينهن النجمة هايلي ستنفيلد والمغنية تايلو سويفت. ثم إن مكياج عيون القطط معروف منذ العصور القديمة، فلماذا إذن نظلم عيون تلك الحيوانات الجميلة والأليفة بتلك التسمية!؟. أعتقد أن التسمية الصحيحة لتلك القطع هي «أنياب الذيب»، وذلك لقوتها وشراستها وخطورتها على مَنْ يحتك بها.
وبغض النظر إن كان الذئب من النوع الأشهب أو الأشيب، فإن أنيابه تظل الأخطر، ويمكن لعضة واحدة أن تسبب جرحا يصل طوله بين 10 و15 سم. وأعتقد أن هذا هو حال تلك القطع المغروسة في شوارعنا، حيث تتسبب في تمزيق العجلات، وربما تخل بتوازن المركبة إذا ما كانت بأعداد كبيرة، ناهيك عن أن بعضها ليس مثبتا بالشكل الصحيح، مما يعني تطاير بعضها على الأرصفة كما يحدث في طريق الأمير نايف بالدمام، وبالتحديد الرصيف الملاصق لكلية البنات، الذي يمكن ملاحظته بسهولة.
كلنا يعلم أن تخطيط الشوارع وتحديد المسارات، أمر في غاية الأهمية، لكن زرع تلك القطع بشكل كبير وأحيانا بطريقة غير متقنة، يتسبب في أضرار لا تقل عن الأضرار التي ستحدث لو لم يتم تحديد المسارات، فما زاد عن حده يصبح ضده.
ولكم تحياتي.