كثير من المواطنين، لا يلقون بالا للأرقام التي تبثها الجهات الرسمية حول إنجازاتها، رغم أن في تلك الأرقام ما يؤكد أن هناك من يعمل ويجتهد دون تعب أو كلل. ومن بين تلك الجهات، وزارة الداخلية بمختلف تخصصاتها وأجهزتها.
ولقد أدهشتني الأرقام التي تصدرها هذه الوزارة في حملتها «وطن بلا مخالف»، وتوقفت كثيرا عند آخر بيان صحفي للوزارة حول ذلك وهو البيان التاسع لها منذ بدء هذه الحملة المباركة.
الحملة نجحت في الإيقاع بما يقارب مائة وخمسين ألف مخالف، من بينهم أكثر من ثمانين ألف مخالف لنظام الإقامة، وخمسة وعشرون ألف مخالف لنظام الحدود، وأربعون ألف مخالف لنظام العمل، كما نجحت أجهزة حرس الحدود في إحباط تسلل 1800 شخص، 79% منهم يمنيون و20% من الإثيوبيين. كما نجحت أجهزة وزارة الداخلية في إحباط تهريب أسلحة متنوعة من بينها أكثر من 400 رشاش، و1804 مسدسات، بالإضافة إلى أسلحة أخرى وذخائر متنوعة.
أرقام مخيفة، سواء تعلق الأمر بهذه الأعداد الهائلة من المخالفين، أو بالمتسللين الذين لا نعلم نواياهم، أو حتى بالأسلحة التي تم إحباط تهريبها لداخل المملكة.
من المؤلم أن يتورط عدد من المواطنين في تسهيل نقل هؤلاء المخالفين أو في توفير أماكن لسكناهم، ومع أن نسبة عدد المواطنين المتورطين، إلى عدد المتورطين من الأجانب ليست كبيرة، إلا أنها تظل مقلقة، كون المواطن هو الدرع الأول للدفاع عن الوطن.
تلك الحملات كشفت الكثير من الأوكار السوداء، والتي كانت مكانا قذرا لممارسة الرذيلة، ناهيك عن أماكن لترويج الخمور والمخدرات وبيع الأسلحة. ولكم أن تتصوروا حجم الضرر الذي يلحق بالوطن جراء وجود هؤلاء المخالفين.
نحمد الله أن منحنا قيادة حكيمة صارمة حاسمة، وندعو الله أن يوفق وزارة الداخلية وعلى رأسها سمو وزيرها الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، وكافة رجال الوزارة، الذين قدموا وما زالوا يقدمون الغالي قبل الرخيص لحماية هذا الوطن من كل شر. ولكم تحياتي.