يمكن القول بثقة مطلقة بعد انتفاضة الشعب اليمني ان السقوط في براثن «الأيرنة» أضحى بعيد المنال، وان ما كانت تحلم به الميليشيات الحوثية من بسط أذرعة نظام الملالي على مفاصل الجسد اليمني أضحى مجرد أغلوطة أسقط شعاراتها اليمنيون الأحرار بعزيمتهم القوية وارادتهم التي لا تلين في وجه أعدائهم وأعداء دولتهم الآخذة في العودة إلى حضنها العربي من جديد، والآخذة في دحر وهزيمة الحاقدين من تلك الفصائل الإرهابية المجرمة.
وقد شددت قيادة التحالف العربي على التوجه السليم لارادة شعب اليمن من خلال عودة زعماء حزب المؤتمر الشعبي لأداء دورهم الطبيعي والرغبة في فتح صفحة جديدة مع الشعوب العربية، فلا مكان اليوم لتسلط الميليشيات الحوثية على مقدرات اليمن، ولا مكان اليوم لتسلط النظام الإيراني الدموي على مصير شعب انفجر في وجهه وأعلن انعتاقه من سيطرته عبر عملائه وأذنابه في اليمن.
شرفاء اليمن اليوم أعلنوا عن ارادتهم الحقيقية في العودة إلى حريتهم وانتزاعها من زمرة حاقدة أرادت أن تعيد اليمن إلى عصور مظلمة وإلى الدخول في دهاليز من سماتها الظاهرة اعلاء الطائفية والفتن والكراهية فوق أصوات الحق والكرامة واستشراف المستقبل الآمن، وستبقى اليمن عربية خالصة رغم أنوف حكام طهران ورغم أنوف الميليشيات الحوثية المطبلة لأصوات الظلم والجبروت والتعنت والتعسف.
لقد انتفض الشعب اليمني لاعلان تخلصه من تلك الميليشيات الغارقة في دماء أبناء اليمن والموغلة في بؤر أخطائها من خلال افساحها المجال للنظام الإيراني ليعيث فسادا وخرابا وتدميرا فوق أرض لا ترضى بالظلم والخنوع والقهر، فتلك العناصر المأزومة لم تعد قادرة على مواجهة الانتفاضة العارمة لشعب يريد الانعتاق من جبروتها وتسلطها ودمويتها، وقد نجح في هذه المواجهة ليضع حدا قاطعا لمسيرة الظلم في بلد يكره الظلم بكل أشكاله ومسمياته وأهدافه الشريرة.
والشعب اليمني الذي انتفض أمام أعدائه يرفض الوساطات المشبوهة كتلك التي أعلنها النظام القطري لانقاذ الميليشيات الإيرانية من ورطتها داخل أرض رفضتها كما رفضت أذنابها المصفقين لتدخلها السافر في شأن بلد رفع رايات عروبته أمام أولئك الحاقدين الذين لا يضمرون لليمن إلا العداوة والكراهية والبغضاء، وهو رفض طبيعي مارسه اليمنيون كما هو حالهم في رفض أي تدخل أجنبي في شؤونهم.
هاهو الشعب اليمني يرفع صوته من جديد ليعلن عن انتزاع حريته من الميليشيات الحوثية المدعومة من قبل نظام حاول حشر أنفه في بلد حر فعاد بخفي حنين يجر وراءه أذيال الخيبة والذل والعار، وارتفاع هذا الصوت الجهوري يضيف قوة إلى قوة التحالف العربي الذي وقف باستمرار إلى جانب اليمن في محنته طيلة الأعوام العجاف التي عاشها وهو يعاني الأمرين من تسلط تلك الميليشيات وتسلط النظام الإيراني الغاشم.