يبدو أن المملكة أصبحت هدفاً لكل مفلس أو متآمر أو باحثٍ عن مكان أو دور مفقود. كل من فتح عينيه في الصباح من هؤلاء ذهب إلى السعودية وقيادتها وشعبها وإجراءاتها ونال منها عبر وسائل إعلامية دولية وإقليمية لم تعد مهنية ولم تعد تبالي بمواثيق الشرف الإعلامي.
بعد وليد جنبلاط ونصائحه الغريبة الأخيرة، سقط رجل الأعمال المصري المعروف نجيب ساويرس وفقد حكمته المعهودة وتدخل في شؤون المملكة وانتقد حملتها على فساد الكبار مظهراً عداوة شخصية للسعوديين لم أجد لها مبرراً. المبرر الوحيد هو إما أن يكون (فازعاً) مع أحد أصدقائه الفاسدين؛ أو يكون رسولاً لأحد التنظيمات التي تناوئ المملكة وقد أسندت إليه مهمةً من مهمات الإساءة إليها.
في حدود علمي كانت هناك حملات كبرى وتاريخية ضد الفساد في مصر ولم يتدخل رجل أعمال سعودي واحد في إجراءات الحكومة المصرية. ولم يتبرع أحد السعوديين بالفتوى إن كانت هذه الإجراءات شفافة ووجيهة أم لا. الشأن الداخلي يخص البلد نفسه وليس لكائن من كان، من خارجه، أن يتدخل فيه أو يناقشه بأي صورة من الصور.
لو أن الحكومة المصرية قبضت غداً على نجيب ساويرس بتهمة الفساد فهل يتخيل أن سعودياً سوف يتبرع بكلام ضد الحكومة المصرية بمثل ما تبرع به هو على موقع قناة روسيا اليوم.؟! ولو حدث كيف سيكون موقف المصريين من هذا السعودي الذي لم يحترم نفسه ولم يحترم خصوصية القرارات الداخلية لدولة هي أدرى بشعابها.؟!
لقد ارتكب نجيب ساويرس إساءة غير مسبوقة من رجال أعمال مصر، لكنني أعتقد أنها إساءة مقصودة، وأن الرجل تم توظيفه في منظومة محاربة المملكة في هذا الوقت كما تم توظيف أحمد شفيق ليسيء للإمارات عبر شاشة الجزيرة المعادية لبلاده. وأظن أن الأيام حبلى وستلد مزيداً من الساقطين.!!