انعقد خلال الأسبوع الماضي في مدينة الرياض لقاء وزراء الدفاع وقادة الجيوش في دول التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب والذي حضرته (44) دولة أكدت خلاله عزمها الأكيد على التعاون في مكافحة الإرهاب، وحماية شعوبها بل شعوب العالم أجمع من جرائمه.. لقد كانت الجرائم التي ترتكبها المنظمات الإرهابية تتصدر نشرات الأخبار في كافة الوسائل الإعلامية خلال عقد من الزمان تقريبًا، صاحبتها محاولات جهات عديدة في مقدمتها المنظمات الإرهابية نفسها الربط بين الإسلام والإرهاب، وفي الوقت الذي تتهم فيه الجهات المعادية الإسلام بالإرهاب فإن المنظمات الإرهابية نفسها تتخذ الدين قناعًا لما ترتكبه من الجرائم ضد الآمنين في كل مكان، كما يتطوع بعض المروجين لأفكارها لوصم الدين الحنيف بهذه التهمة، مما أتاح لأعداء الدين أن يوظفوا ذلك في الترويج للصلة بين مبادئ الدين وأعمال الإرهاب في الوقت الذي يعرف فيه المنصفون كم يحرض هذا الدين على حماية النفس الإنسانية، وعلى صون الحقوق والممتلكات والسلام بين الأمم. ولا شك أن اجتماع هذا العدد من الدول في مقدمتها الدول الإسلامية الرئيسية المناهضة للإرهاب، وكذلك انعقاد الاجتماع في الرياض التي أوكلت لها قيادة هذا التحالف؛ ليس تأكيداً على اجتماع هذه الدول وشعوبها على الاتحاد في مواجهة الإرهاب والتخلص من شروره فحسب، بل هو اعتراف أيضًا بدور المملكة وجهودها لدحر الإرهاب ودفعه عن شعوب المنطقة وفي كل مكان حتى يختفي من على وجه الأرض كما قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في كلمته التي ألقاها في المؤتمر. ومما لا شك فيه أن الإرهاب قد تلقى بهذا الاجتماع ضربة قوية تضاف إلى الضربات التي تلقاها على الأرض مؤخراً والتي شاركت في توجيهها المملكة من خلال التحالف الدولي الذي تعتبر المملكة شريكًا رئيسًا فيه، مما جعله يتخلى مرغمًا عن كثير من المواقع التي احتلها لسنوات عديدة خلت، مما يبشر بزواله إلى غير رجعة -إن شاء الله-. لقد كانت المملكة منذ البداية من أول البلدان التي تلقت الضربات الإرهابية التي استهدفت الآمنين مواطنين ومقيمين، كما كانت من أول من دعا إلى مكافحته والتعاون بين الدول المحبة للسلام في سبيل القضاء عليه، كما حرصت دائمًا على المشاركة في أي جهد دولي لوضع حد للعمليات الإرهابية، كما أنها مازالت إلى اليوم تبذل الجهود لمواجهته، ودفع ما تمارسه منظمات مدعومة من بعض دول المنطقة لإرهاب المواطنين الآمنين في المملكة ودول الجوار العربي والإسلامي كما هو حاصل في اليمن والبحرين وسوريا والعراق وليبيا وغيرها، وكما حصل من عدوان على المصلين في سيناء مؤخراً، مما يجعل تصدرها للتحالف الإسلامي ضمانًا لحشد الجهود وتوجيهها لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم -إن شاء الله-.