أشاد عدد من المسؤولين والقادة الدوليين بإدارة المملكة ملف المعارضة السورية، ونجاحها الكبير في جمع المنصات الثلاث واتفاقها على تسمية وفد موحد لمحادثاتها مع النظام، كما أشاد عدد من قادة المعارضة السورية أنفسهم بجهود معالي الأستاذ عادل الجبير وزير الخارجية وفريقه والذين واصلوا الليل بالنهار للوصول إلى هذه الغاية على حد وصفهم، وهو جهد لم يكن يتسنى للمملكة لو أنها كانت في نظر المنصات تنحاز إلى طرف دون آخر، حيث أدى وقوفها على مسافة واحدة من الجميع إلى رأب الصدع بين أطياف المعارضة، والانحياز فقط إلى الشعب السوري وقضيته العادلة خاصة بعد كل هذه الحروب الطاحنة التي امتدت لأكثر من ست سنوات، وعطلت كل أدوات التنمية هناك، لا بل خلقت بؤرة استقطاب لكل الإرهابيين ورعاتهم. كما عبر معالي ستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا عن تفاؤله الكبير بعد نجاح المملكة في توحيد صفوف المعارضة في الوصول إلى حل سياسي مكين لهذه الأزمة.
المملكة قامت بواجبها على الوجه الأكمل، وهنا يتأتى على المجتمع الدولي، والغرب تحديدا إلى جانب الاتحاد الروسي أن يتقدموا خطوة في اتجاه حلحلة القضية السورية المعقدة، فالجهد الذي أنجزته المملكة لا يكفي وحده لإنضاج الحل السياسي في سوريا، وإنما لا بد من خطوات جادة تتبع هذا الجهد الكبير لتتمه وتكمل أدواته، وأولها الضغط على الأطراف الإقليمية التي تستبيح التراب السوري، وتعبث في ديموغرافياته بشكل يزيد الأمور تعقيدا، إذ سيكون بمثابة القنبلة الموقوتة القابلة للانفجار في أي لحظة، حتى لو قدر للأطراف أن تلتقي على حل ما لأن العبث في التشكيلات السكانية لأغراض سياسية سيدفع في النهاية إلى تهديد أي حل يتم الوصول إليه، وتحويله إلى مجرد حبر على ورق، وإعادة القضية برمتها إلى مربعها الأول، لذلك بوسعنا أن نقول: إن كان هنالك نوايا جادة لحل الأزمة السورية، وهنالك فعلا رغبة حقيقية لقطع الطريق على من يريد توظيفها كمحضن لتفريخ الإرهاب فعلى القوى الدولية أن تستثمر نجاح المملكة في توحيد صف المعارضة في وفد واحد، لتبني عليه، وأن تعمل على إجبار النظام على الجلوس إلى طاولة الحوار دون شروط مسبقة، وإلا فإن كل تلك الجهود ستذهب أدراج الرياح إن لم يقم الآخرون بأدوارهم.