DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الشيخ الشريم يلقي خطبة الجمعة أمس (واس)

إمام المسجد الحرام يحذر من مروجي الهلع بالشائعات

الشيخ الشريم يلقي خطبة الجمعة أمس (واس)
الشيخ الشريم يلقي خطبة الجمعة أمس (واس)
أخبار متعلقة
 
حذر فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم، المسلمين، من المرجفين الذين يبثون الهلع في نفوس العامة أكثر من خصومهم وأعدائهم. وأضاف فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد الحرام، فكم تسبب بثهم الهلع في الهزائم وكم أحبط من الهمم وكم اغتال من الآمال، وأمثال هؤلاء لا يحمون وطناً ولا ينشدون مصلحةً ولا يرفعون مضرةً بعد وقوعها فضلا عن أن يدفعوها قبل أن تقع، بل إنهم يختصرون طريق العدو ويتطوعون عنه بمعاول الهدم النفسي. وأشار الشيخ الشريم إلى أن الهلع له مصدر وناقل ومتلق، يمثلون بمجموعهم الأثافي الثلاثة لقدر الهزيمة النفسية والإحباط العملي وغياب الوعي، وأردف، أما ناقلوه فهم دهماء الناس الذين هم كالأقماع لا تدري ما يصب فيها أحلو هو أو مر فإنما هم سماعون حمالون مروجون، وأما المتلقون فهم ضحايا وأسارى لمروجي الشائعات ليس لديهم من الوعي والتمحيص وقراءة ما بين السطور والعصف الذهني ما يميزون به بين المصلح والمفسد ولا بين الصدق والكذب وإن التثبيت في الشائعات ليس كالتسليم في تلقيها وهذا شر ما في الإنسان. وأوضح فضيلة إمام المسجد الحرام، أن التحذير من الهلع والأمر بمدافعته أو رفعه لا يعني أبداً التقليل من شأنه ولا أنه وهن على الدوام، فمن الهلع ما يوجب الحيطة والحذر وبذل أسباب الوقاية منه حتى لا يجذم التخذيل مكانه ولا الاستسلام أو يصبح عنصرا سلبيا في مجتمع، مؤكدا فضيلته أن الله -جل شأنه- استثنى من آفة الهلع المصلين والمتصفين بلوازمها، وإن مجتمعا يداوم على الصلاة وينفق مما آتاه الله ويصدق باليوم الآخر ويشفق من عذاب ربه ويحفظ أعراض ذويه ويؤدي أماناته ويقوم بشهاداته، فإن مجتمع كهذا لن يحل به الهلع. وبين أن الهلع نوعان.. أحدهما: هلع أمام وهم. والآخر: هلع أمام حقيقة. فالهلع الذي أمام الوهم من شأنه أن يؤصل في النفوس فصل الأمور عن عللها وبناء المواقف سلبا وإيجابا لا على ما لا حقيقة وراءه، وتظهر بناء على ذلك مواقف لا علاقة لها بذلكم الهلع الوهمي فينشأ الغلط من الغلط. وأما الهلع أمام الحقيقة إذا لم يلجم بلجام الحكمة والأناة فإن من شأنه أن يولد إحباطا نفسياً وشعوراً مبكرا بالهزيمة ومن ثم يضفي القناعة باستحالة جدوى المدافعة والمزاحمة للتغلب على هذا الهلع الطارئ. وأضاف فضيلته، كما أن للهلع حقيقة ووهما، فكذلك ثمة هلع منطقي، وهلع مبالغ فيه، وبما أننا نعيش زمن انتشار الوسائل المعرفية والتقنية التي لم تكن من قبل، فإن الهلع قد أصبح صناعة يمتهن ترويجها المرجفون، الذين يريدون تقويض الاستقرار الفردي والأسري والمجتمعي، وهذا الصنيع قرنه الله بصنفين من الناس هم المنافقون والذين في قلوبهم مرض. ودعا فضيلته إلى العمل والاستبشار والتفاؤل، وإن المرء إذا جار على نفسه وأصرف في خوفه والهلع أتاح لأنفاسه حسرة تجلجل في قلبه وانخلع.