يُعد الطلاق من أهم الأسباب التي تعصف باستقرار الأسرة، وللأسف الطلاق في مجتمعنا في تنام وأسبابه متعددة ومن أهمها عدم تفهم الزوجين لمرحلة ما بعد الزواج من مسؤوليات.
فالطلاق أمر شديد الصعوبة على أي طفل لأنه يتعرض لكثير من الضغوطات، وعليه أن يتعامل أيضا مع فكرة انفصال والده ووالدته عن بعضهما بعضا. وبالطبع فإن التفاهم والتعاون بين الزوجين بعد الطلاق أمر في غاية الأهمية لتربية الأبناء والأطفال بطريقة تربوية سليمة خالية من العُقد، لأن هذا الأمر سيوفر للطفل الكثير من الاستقرار وهو بالتأكيد أمر ليس سهلا ًعلى الإطلاق، وقد يسبب الكثير من التوتر للزوجين المنفصلين خاصةً إذا كان أحدهما أنانيا ولا يُفكر إلا في الانتقام والثأر، الذي بدوره سيؤثر على الأطفال أو الأبناء.
ورغم وجود العديد من التحديات، إلا أنه من الممكن على الأم أن تحاول التعامل مع زوجها السابق بطريقة متحضّرة بعيداً عن المحاكم والانتقام من أجل مصلحة أبنائها. ويمكنهما التحاور عن طريق متخصصين في التربية وعلم النفس من خلال مجموعة من النصائح والأفكار التي تحدد طريقة التعامل بين الزوجين المنفصلين، وخاصة فيما يتعلق بمصلحة الأطفال وطريقة تربيتهم في المستقبل.
وفي تلك الحالة، على الزوجين المنفصلين أن يفكرا في علاقتهما مع بعض بطريقة مختلفة تماما ومتعلقة فقط بكيفية الحفاظ على سلامة الأبناء الجسمانية والصحية والنفسية والعلمية والتي ستتطلب منهما الكثير من القرارات المشتركة.
أعلم أن بعض المطلقات وخاصةً العاملات منهن تبحث عن أن تكون مع أطفالها وأن ترعاهم وأتفهم ذلك، ولكن إذا كان الأب صالحاً ومتعلماً فهو أفضل للتربية والحضانة بحكم ضبط السلوك ومتابعته الدائمة فالأم بطبيعتها عاطفية وقد تغلب عاطفتها على عقلها فينحرف الأبناء ويصعب السيطرة على سلوكهم!
وعلى كل أم أن تعلم أنها عندما تضع هي وزوجها السابق مصلحة أبنائهما في قائمة الأولويات، وعندما يكونان متعاونين فإن هذا الأمر سيكون مفيدا جدا للأبناء، وسيجعلهم يشعرون بالحب والحنان من والدهم ووالدتهم، وسيجعلهم أكثر قدرة على التعامل مع فكرة الطلاق، مما سيجعل ثقتهم بأنفسهم كبيرة وغير مهتزة.
إن تعاون الأب والأم المنفصلين سيمنح الأبناء نوعاً من الاستقرار وبالإضافة لما سبق، وعندما يرى الأبناء والديهم يتعاونان مع بعضهما بعضا ويعملان معا فإنه سيتعلم كيف يقوم بحل المشاكل بنفسه بطريقة سليمة وعقلانية وبدون أي توتر. لذا يجب على الوالدين المنفصلين أن يُركزا على الأبناء والأبناء فقط مع تجاهل مشاعر الغضب والكراهية التي قد يكون يحملها طرف ضد الآخر وخاصة من قبل الطليقة تجاه زوجها السابق ووالد أطفالها أو العكس.
من الطبيعي أن تكون المطلقة غاضبة ومتألمة، ولكن هذا لا يعني أن تلك المشاعر تملي عليها تصرفاتها السلبية تجاه طليقها، وعليها أن تبتعد تماماً عن استخدام الأطفال كوسيلة ضغط لإيصال رسائل لوالدهم لأنها بتصرفها هذا تجعل من الأطفال شركاء في الخلاف وتجعل الأطفال يشعرون أن عليهم أن يختاروا بين الأم وبين الأب.