في العام 1949م بدأ العمل في المملكة فيما اتضح لاحقا أنه من أكثر المشاريع في العالم فيما يخص سرعة الإنجاز ودقة التنفيذ وأقل التكاليف. ألا وهو مشروع بناء سكة حديد كان من المفروض أن تكون ذات صبغة تجارية لنقل البضائع من ميناء الدمام. ولكن جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- أراده مشروعا ليس فقط لخدمة المواطن وتسهيل حركة تنقله، بل أراده مشروعا يخدم أكثر ما يمكن من المدن المتواجدة بين الدمام والرياض. وأصبح خط السير بعد الانتهاء من المشروع عام 1951م يخدم الدمام- أبقيق- الأحساء- حرض- التوضحية- الخرج- الرياض. وقد تم بناء سكة القطار التي يبلغ طولها في ذلك الوقت 600 كيلومتر بمعدل سرعة تنفيذ عالية تبلغ نصف كيلومتر كل يوم بإشراف من شركة أرامكو والتي كانت تديره إلى العام 1969م وفي وقت لم تكن هناك أجهزة كمبيوتر أو أجهزة تقنية متطورة. وكانت اليد العاملة السعودية حاضرة في تنفيذ المشروع. وفي العام 1951م وفي حفل بهيج برعاية جلالة الملك عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سعود -رحمهما الله- ووسط حضور كبير من الأهالي بدا واضحا أن هذا المشروع فتح الباب على مصراعيه لتسريع عجلة التنمية وتوطين الكثير من سكان البادية وزيادة استغلال الموارد الموجودة في مناطق مثل الأحساء والخرج، اضافة لقاطرات خاصة بالبضائع والتي لا تزال تعمل إلى وقتنا الحالي وتمثل دورا كبيرا في تنمية الحركة الاقتصادية. وبمعنى آخر فمشروع ما يطلق عليه في الماضي (الريل البطي) قد تطورت خدماته وزادت سرعته بين المدن التي يخدمها في الوقت الحالي وهي الدمام- أبقيق- الهفوف- الرياض بواسطة رحلات شبه متتابعة تبلغ 12 رحلة «ذهابا وإيابا» وتحسنت الخدمات المقدمة في محطات السفر، إلا أن هناك إمكانية لتقديم الأفضل من خلال تعديل في زيادة السرعة المستمرة للقطار. ولكن الأهم من ذلك هو التفكير جديا في البدء بإنشاء خط حديدي يربط حاضرة الدمام مع محافظة الجبيل والذي يعتبر الطريق بينهما من أكثر الطرق ازدحاما وأكثرها استخداما خاصة أن الطريق يمر على مدن ذات كثافة سكانية وحركة مرورية عالية. فهل نرى قريبا قطارا يربط بين حاضرة الدمام ومحافظة الجبيل؟... ولنا حديث لاحق عن مشروع قطار الدمام-الجبيل.