بدأ التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب يرسخ هويته تمهيداً لتنفيذ مهماته السامية في محاربة صناعة الإرهاب والتصدي لأعداء الدين والأمة والإنسان الذين لم يجدوا سوى الإسلام، أسمى العقائد والأديان، لتشويهه والنيل من صورة رسوله ورسالته.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، قد حدد بوضوح المهمة الأسمى للتحالف الإسلامي العسكري وهي الدفاع عن العقيدة ضد الذين تقنعوا بعنوانها وأمعنوا في ارتكاب كل المحرمات التي يمنعها الإسلام ويغلظ من عقوباتها في الدنيا والآخرة، وفي مقدمتها سفك الدماء المعصومة البريئة، وذلك أشد الإهانة للإسلام وللدين وللأمة وللرسول المصطفى، صلى الله عليه وسلم، الذي بعثه الله رحمة للعالمين ونصيراً للمستضعفين في كل الأمم وفي كل الأرض، وليس للمسلمين وحدهم.
والأسلوب الأمثل هو الحزم في مكافحة الإرهاب، ومثلما أكد سمو ولي العهد، ملاحقة الإرهابيين وخلاياهم ومموليهم ومشغليهم وتدمير كل السبل التي ينفذ منها الإرهاب ويمارس جرائمه بحق الأبرياء وبحق العقيدة وتعاليمها ومُثُلها وبحق مبادئ الإنسان وقيم المروءة.
ولا يوجد عذر الآن للدول الإسلامية إلا أن تدعم هذا التحالف، أما الدول التي تناوئ هذا التحالف أو تناقضه أو تخطط ضد جهوده ونهجه، فهي الدول التي جعلت من الإرهاب صناعة لها ومركزاً لعدوانها وفتنها، وفي مقدمة الدول المارقة النظام الإيراني الذي جعل من تأسيس الخلايا الإرهابية ودعمها منهجاً له في التدخل في شئون الدول العربية والإسلامية ونشر الفتن والتفرقة الطائفية في ربوعها، تشهد خمس دول عربية على الجرائم التي يرتكبها نظام طهران في سوريا واليمن ولبنان والبحرين والعراق، فكل هذه البلدان تنتشر فيها الطائفية والفتنة والتفرقة والقتل على الهوية والتدمير والتحزيب والاستقطاب الطائفي، وهذه لم تكن موجودة في العالم العربي، قبل حلول نظام الخميني في إيران عام 1979. وجند النظام كل طاقات إيران واقتصادها وقوتها المالية والصناعية لنشر الطائفية والفرقة والموت والميليشيات في ربوع العالمين العربي والإسلامي، فعانت المجتمعات العربية والإسلامية الويلات بسبب فتن نظام طهران ودسائسه وتجييشه للناس، وضربه استقرار الدول والمجتمعات لحساب أفكاره الشيطانية ونهجه المدمر.
والتحالف الإسلامي الآن هو رسالة لكل الدول المارقة والخلايا الإجرامية التي تتغطى بعناوين دينية وهي تمارس كل المحرمات التي حاربها الإسلام في كل زمان ومكان. وليس على المجتمعات الإسلامية، إذا ما أرادت التمكين والنصر لعقيدتها وأوطانها إلا أن تناصر التحالف وتؤازره، وتمده بقوة التأييد والجهد والعمل كي يحقق رسالته وينتصر في محاربة الشياطين وأعوانهم ويعز الخيرين وجهودهم.