قال رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين م. أمين الناصر، إن «أرامكو» و«سابك» بدأتا دراسة الجدوى المبدئية لمجمعٍ صناعي متكامل لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات بتكلفة قد تصل إلى حوالي 20 مليار دولار، متوقعا أن يوفر المشروع 400 ألف برميل من الزيت الخفيف كلقيم، تستخدم في أعمال المجمع، الذي ينتج مواد كيمائية وديزل، بالإضافة إلى زيوت الأساس.
وأوضح م. الناصر على هامش حفل توقيع مذكرة تفاهم لتطوير مجمعٍ صناعي بين «أرامكو» و«سابك» أمس في الظهران، أن المجمع يوفر نحو 30 ألف فرصة وظيفية مباشرة وغير مباشرة، فيما تصل نسبة المردود على الاقتصاد الوطني حتى 2030 الى 1.5% على الناتج المحلي.
وأشار الى أن الشركتين بدأتا دراسة مشروع المجمع منذ يناير 2016، مبينا أن المرحلة الأولى التي تتعلق بدراسة الجدوى قد انتهت، فيما بدأت المرحلة الثانية الخاصة بالدراسة التفصيلية، وتستمر إلى نهاية 2019، لتليها المرحلة الثالثة والأخيرة التي تتعلق باتخاذ قرار الاستثمار النهائي.
وأوضح الناصر أن السنوات الأخيرة شهدت انخفاضا في أسعار الزيت، إلا أن مشاريعنا -ولله الحمد- في زيادة مستمرة، لأننا نجد فرصًا جيدة هذه السنوات للاستثمار داخل المملكة وخارج المملكة، منوها لتوقيع الشركة قبل أسبوعين مشاريع بأكثر من 4.5 مليار دولار، وهي مشاريع جديدة داخل المملكة، وها نحن اليوم نوقع اتفاقية مع الشركة الرائدة سابك، وهناك مشاريع أخرى في الطريق، وما زلنا في توسع مستمر بناء على إستراتيجية الشركة للنمو والتوسع في الطاقة والكيميائيات.
وبالنسبة لارتفاع أسعار النفط، قال الناصر «إننا متفائلون جدا بأن سوق النفط سينمو، والتوازن بين العرض والطلب جيد جدا، بالإضافة إلى أن الطلب في ازدياد مستمر، فنحن ننتج ما بين مليون و500 ألف إلى مليون و600 ألف برميل في اليوم زيادة على الطلب، بالإضافة الى أنه خلال ثلاث سنوات كانت الزيادة على الطلب حوالي 5 ملايين برميل، والمخزونات في طريقها إلى مستوياتها خلال الأعوام الخمسة السابقة، وهذا يساعد على تحسن الأسعار، وما نراه اليوم أن أسعار النفط في تحسن مستمر.
وذكر الناصر أن «أرامكو» تدرس مشاريع مشتركة مع «سابك»، مثل هذا المشروع، وإذا كانت هناك مشاريع مستقبلية أخرى مجدية اقتصاديا، فنرحب دائما بها.
#شراكات إستراتيجية#
ومن جهته، قال نائب رئيس مجلس إدارة «سابك» الرئيس التنفيذي يوسف البنيان، إن «سابك» و«أرامكو» تعملان دائما على تطوير التكامل الصناعي والاقتصادي بينهما، مؤكدا أن هذا المشروع هو البذرة الأساسية، وهناك تعاون في البحث والتطوير، بالإضافة الى الاتفاق مع «أرامكو» على تلمس الفرص الاستثمارية داخل وخارج المملكة.
وأضاف البنيان: إن هذا النموذج إيجابي جدا لتطوير التحول الاقتصادي في أي دولة، وهو الاستفادة من الشراكات الإستراتيجية بين الشركات المختلفة، وشراكتنا مع «أرامكو» هو تكامل وليس فقط من الناحية الصناعية والتسويقية، بل حتى من الناحية البحثية وتبادل الخبرات في عدة مجالات، سواء كانت في إدارة المشاريع أو البحثية، أو حتى في تطوير الموارد البشرية.
#تطور غير مسبوق#
ويشكل الإعلان عن إنشاء مجمع صناعي متكامل لتحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية في المملكة أهمية ليس فقط بسبب التعاون والاستثمار بين أكبر شركتين سعوديتين (مناصفة 50%)، ولكن أيضا لأنه سيعزز مكانة المملكة عالميا على مستوى صناعة الكيميائيات، حيث سيضمُ المجمع وحدات تشغيل مبتكرة تمكنه من تحقيق معدل غير مسبوق لعملية تحويل النفط إلى كيميائيات وذلك بصورة تنافسية واقتصادية.
ومن المتوقع أن ينتج هذا المشروع العملاق حوالي 9 ملايين طن من المواد الكيميائية سنويا. ويُتوقع أن يتم البدء بأعمال التشغيل خلال العام 2025، وهو مشروع يتواءم مع توجهات المملكة في رؤية 2030.
وتتضمن التقنية الحديثة المُستخدمة في هذا المشروع، التي تم تطويرها في المملكة، نسبة غير مسبوقة لتحويل النفط إلى كيميائيات على صعيد الصناعة العالمية. وروعي أن تحقق نسبة التحويل التوازن بين الناحيتين الاقتصادية والفنية. فعلى سبيل المثال، تُعطي هذه النسبة أعلى عوائد على الاستثمار الإجمالي. ومن الناحية الاقتصادية، فإنها تستغل الطاقة الإنتاجية القصوى المتاحة عالميا.