للأمير محمد لغته الخاصة والفريدة التي لا تتقارب مع لغة معظم السياسيين وما يشوبها في الغالب من الوعود التي قد تتحقق وقد لا تتحقق، ولا تتلاقى مع لغة الشعارات التي تقول شيئًا، وتستهدف شيئًا آخر، لذلك هي لغة مستقلة واستثنائية يفهمها السياسي كما يستوعبها رجل الشارع؛ لأنها تذهب إلى أهدافها مباشرةً بلا مواربة ولا التفاف، إضافة إلى أنها تختصر ما تريد لتمضي في طريقها فتستدعي المستقبل الذي يريده سموه بصورة بانورامية حتى تكاد أن تراه، أو تكاد أن تمسك به من فرط الوضوح، وهذا ما جعل سموه يحظى في أوساط شعبه، وبالأخص الشباب بالكثير من القبول والتأييد، وهو الذي قرن لغته تلك بالعمل والفعل بعيدا عن الوعود والتمنيات، حين يقول دائما: إنه لم يعد لدينا متسع من الوقت لننفقه في الكلام، ولسنا على استعداد لأن نمضي ثلاثين عاما أخرى في مدارة بعض شطط الداخل، أو مهادنة طيش بعض الخارج، فيما جاء الكثيرون من خلفنا وتجاوزونا، لذلك لا وقت إلا للإنجاز، وهو ما جاء أيضا في لقاء النيويورك تايمز مع سموه الكريم، والذي ترددتْ أصداؤه مؤخرا على مستوى العالم، واحتل عناوين نشرات الأخبار في كبريات المحطات العالمية، وعناوين الصحف الدولية، حيث حدد سموه بمنتهى الوضوح ملامح السعودية الجديدة التي تسمي الأشياء بأسمائها، وتقف بحزم في وجه كل من يحاول إعاقة التنمية بفرض رؤيته، أو يحاول تهديد الأمن، أو جر البلد إلى دوامة من المداورات، ولعل الصحافي الأمريكي الشهير توماس فريدمان، والذي أجرى اللقاء، وهو المعروف برغبته في إحراج ضيوفه، وانتزاع ما يخفونه، لعله اختصر كل ما يجب أن يقال عندما وصف من لا يضع يده في يد الأمير ومشروعه بالأحمق، خاصة وهو يقول: إنه ما كان يتصور أن يأتي اليوم ليقول ان هذه البلاد التي يعرفها من عقود قد تغيّرتْ.
الأمير محمد حدد في لقاء فريدمان ملامح المملكة الجديدة التي تقوم على ثوابت العدالة والاعتدال، المملكة الجديدة التي اختارتْ الشفافية لتحاسب الفاسدين على قدم المساواة وأيّا كانت صفاتهم الاعتبارية، المملكة التي ترفض أن تُرتهن لرؤية فئة أو أن يُختطف تدينها الطبيعي بأذرع التشدد، المملكة التي تواجه تحديات الخارج بكل حزم وقوة لتقرر ما يجب أن يكون عليه غدها المشرق بإذن الله. إنه اللقاء الذي أطّر حلم الأجيال في رؤية كاملة النضج.