أكد مؤتمر المعارضة السورية في مسودة بيان ختامي أمس الأربعاء، على أن رحيل الأسد بداية الانتقال السياسي.
وبدأت مجموعة من جماعات وشخصيات المعارضة السورية الاجتماع في وقت سابق في مسعى لتوحيد موقفها قبيل محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بهدف إنهاء النزاع الدائر منذ نحو 6 سنوات.
وكان وزير الخارجية عادل الجبير أكد في كلمة ترحيبية أمس إبان افتتاح مؤتمر الرياض للمعارضة السورية على وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الشعب السوري كما كانت دوما لتحقيق تطلعاته في الوصول إلى حل عادل.
من جانبه قال وزير الخارجية عادل الجبير في افتتاح جلسات المؤتمر بالرياض أمس: إن حل الأزمة السورية لن يكون إلا بتوافق سوري، وإجماع يحقق تطلعات الشعب وينهي معاناته على أساس إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254.
وبين الجبير، خلال افتتاح الاجتماع الموسع الثاني للمعارضة السورية، بحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، و150 شخصية سورية، والذي يهدف لتشكيل هيئة مفاوضات لمحادثات جنيف، أن المملكة تؤكد أنها ستقف إلى جانب الشعب السوري كما كانت دوما لتحقيق تطلعاته في الوصول إلى حل عادل.
ويأتي اجتماع المعارضة السورية الذي يستمر يومين، في مسعى إلى توحيد مواقفها، والخروج برؤية واحدة، وتشكيل وفد موحد للتفاوض مع نظام بشار الأسد، في مؤتمر «جنيف 8» المقرر يوم 28 نوفمبر الجاري.
وأوضح الجبير، في كلمته أمام الوفود المشاركة، أن هذا الاجتماع سيفتح آفاقا جديدة للحل في سوريا، حيث يأتي ذلك في ظل توافق دولي على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية التي تمر بمرحلة دقيقة وهي تعيش عامها السابع.
وخاطب الجبير المشاركين في المؤتمر بقوله: «أنتم اليوم أمام مسؤولية تاريخية للخلاص من الأزمة التي أرهقت هذا الشعب العزيز، وتحقيق الحل والانتقال إلى مستقبل جديد».
وأضاف الجبير: «الشعب السوري في كل مكان ينظر إليكم بأمل وينتظر منكم نتائج ملموسة لتحقيق تطلعاته».
من جهته، قال المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا: إنه لا بد من وضع مستقبل سوريا أولاً، وضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وفق قرارات مجلس الأمن.
وبين دي ميستورا، أن حربا كبيرة في سوريا أثرت على المنطقة، مضيفا: خلال بضعة أيام سنبدأ في جنيف وضع إطار للعملية السياسية في سوريا، ونريد وفدا قويا للمعارضة السورية في جنيف، وعلى وفد المعارضة أن يشمل كافة الأطراف الممثلة للشعب.
وكشف دي ميستورا عن مناقشة ستجري للدستور الجديد وحكومة شاملة غير عنصرية بناء على قرار مجلس الأمن وكافة الأمور المتعلقة بالمختطفين، وتقديم المساعدات الإنسانية لأي منطقة محاصرة.
فيما دعا المجتمعين إلى اختيار»فريق شامل يشمل كافة الأطراف وأن يشمل تمثيلا له مغزى من النساء اللائي يشكلن 50 في المائة من الشعب السوري».
من جانبه أفاد رئيس دائرة الإعلام في الائتلاف الوطني السوري أحمد رمضان، بأن مؤتمر الرياض سيبحث الوثيقة السياسية التي يشكل رحيل رئيس النظام بشار الأسد عن السلطة جزءا منها.
من جانبه، أكد عضو الائتلاف الوطني السوري، هشام مروة، أن مؤتمر الرياض لن»يشرعن» بقاء الأسد، وأن المعارضة في الرياض متمسكة بثوابت الثورة.
وشهدت الهيئة العليا للمفاوضات السورية سلسلة من الاستقالات، بدءا من المنسق العام للهيئة رياض حجاب الذي قدم استقالته مساء الإثنين، مرورا بكل من محمد صبرا كبير المفاوضين في وفد المعارضة، وخالد خوجة، وسالم المسلط، وسهير الأتاسي، ورياض نعسان آغا.
يشار إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات هي جسم تقني يضم الائتلاف وهيئة التنسيق والفصائل ومستقلين، ومنها ينبثق وفد التفاوض إلى جنيف.
واستضافت المملكة، مؤتمرا أول للمعارضة السورية في ديسمبر 2015 على مدار أيام، ضمن توصيات مؤتمر فيينا حول سوريا الذي انعقد في 30 أكتوبر 2015، بمشاركة 17 دولة، بينها الولايات المتحدة وروسيا وإيران والمملكة.
ويأتي مؤتمر «الرياض 2» استجابة لنداءات الأمم المتحدة، ولسحب ذرائع نظام الأسد بعدم توحد المعارضة، وذلك على أمل تحقيق تقدم في جولة مفاوضات جنيف المقبلة، بعد أن حقق وقف إطلاق النار نجاحا نسبيا، وانحسرت مناطق سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي.
كما يأتي مؤتمر الرياض، في وقت تشهد فيه الأزمة السورية حراكا دبلوماسيا مكثفا، حيث يتزامن مع انعقاد قمة ثلاثية على مستوى زعماء الدول الضامنة لمسار أستانة، وهي تركيا وروسيا وإيران، في روسيا.
ويشارك في مؤتمر الرياض حوالي 150 شخصية تضم تيارات وأحزابا وقوى سياسية وعسكرية، بالإضافة إلى المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.
وجاء على رأس قائمة الجهات المشاركة في اجتماع الرياض الذي انطلق أمس، الائتلاف الوطني السوري الذي يشارك بحوالي 23 عضوا.
وأبرز الأسماء: رياض سيف رئيس الائتلاف الحالي، وأنس العبدة رئيس الائتلاف الأسبق، إلى جانب هادي البحرة رئيس الائتلاف السابق.
فيما تشارك مجموعة القاهرة هي الأخرى بواحد وعشرين عضوا، أبرزهم فراس الخالدي رئيس منصة القاهرة، إلى جانب الفنان والناشط السياسي جمال سليمان.
أما مجموعة موسكو فقالت مصادر الثلاثاء: إنها ستشارك بحوالي ثمانية أسماء، أبرزهم علاء عرفات، إلى جانب نمرود سليمان. بينما تشارك الفصائل العسكرية بحوالي 21 اسما، أبرزهم محمد علوش وبشار الزعبي.
ويشهد مؤتمر الرياض أيضا حضور أكثر من 70 اسما من الشخصيات الوطنية والمستقلة وأعضاء مجالس محلية سورية، أبرزهم عارف دليلة ويحيى قضماني. تمثل الشخصيات المشاركة مكونات المعارضة الرئيسية بالاضافة إلى ممثلين عن منصة موسكو، القريبة من روسيا وتضم في صفوفها نائب رئيس الوزراء السوري الأسبق قدري جميل، ومنصة القاهرة التي تضم مجموعة معارضين مستقلين
عادل الجبير
#توجيه الدعوات# تولت وزارة الخارجية توجيه الدعوات، على أن تختار المكونات المشاركة فيه ممثليها في الهيئة العليا للمفاوضات التي تنتخب لاحقا منسقا عاما جديدا وتختار أعضاء وفدها المفاوض إلى جنيف.
ويأتي اللقاء في وقت تعقد تركيا وإيران وروسيا قمة في منتجع سوتشي الروسي (جنوب غرب) من أجل بحث «تسوية بعيدة الأمد للنزاع» الذي أوقع أكثر من 330 الف قتيل والذي يشهد منعطفا مع الخسائر المتتالية لتنظيم داعش.
دي ميستورا
#مستقبل سوريا#
قال المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا: إنه لا بد من وضع مستقبل سوريا أولاً، وضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وفق قرارات مجلس الأمن.
وبين دي ميستورا، أن حربا كبيرة في سوريا أثرت على المنطقة، مضيفا: خلال بضعة أيام سنبدأ في جنيف وضع إطار للعملية السياسية في سوريا، ونريد وفدا قويا للمعارضة السورية في جنيف، وعلى وفد المعارضة أن يشمل كافة الأطراف الممثلة للشعب.