* «في جدة والرعود تقصف والسماء فتحت فوهاتها، أعيد التأمل في خلق الله العظيم».
التأمل خلال أربعة عشر مليار سنة خلق الله بها الكون بقدرته وعلمه، وما زال في تشكل سدّمي وغازي ومادي، وبالقماش الأسود يحيط بكل جرم وكوكب ونجم ومجرة وأفلاك ورجم وشهب ونيازك.
نجوم ولدت وتشكلت، ونجوم تفجرت وانتهت بالوعة هائلة للمادة والضوء. وتكونت أرضنا من تلك المادة الكونية وصارت صخرة هائلة جوالة بمدار لا يحيد حول الشمس بينما تنبعج سطوح الأرض لتبزغ الجبال عبر رحلة الأرض التي ما زال يشوبها احمرار الصهيد، وانفلقت البحارُ في مخاض الدهور. وقاراتٌ طفت فوق البحار غرقت وظهرت بصخب أوقيانوسي تحت النظر الكوني.
تلك المشهديات الكونية الضاجة هدأت، وارتخت الأرض لتغلف نفسها بالهواء ولتجتمع عناصر تكفل الحياة.. كل هذه عند الصانع الأعظم مرت بزمنٍ لا تعيه عقولنا، ولكن ندركه بوجداننا وإيماننا جسورا تصل حواف كون روحي. فسبحان من خلق.
ثم.. من أنا؟ الإيمان والعلم يرفعان الحيرة الفردية البشرية عن السؤال المعلق على مشجاب الزمن: من أنا؟ أنا طينة من خلق المولى الأعظم، في تركيبي الحي يكمن القمر والشمس والماء والهواء والجبل والأقيانوس العميق، أنا الإنسان من خلق مترابط من غبار النجم إلى ذرات النهر وسف الرمال. رابط حيوي كوني واحد بعناصره من خالق واحد لا شريك له.
ربي، ما أروع السياحة فـي ملكوتك!