DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تعبئة للتعصب..

تعبئة للتعصب..

تعبئة للتعصب..
أخبار متعلقة
 
لايمكن صناعة حالة مثالية في التشجيع الرياضي بين متنافسين مهما كان التأثير، فالأمر يتعلق بالميل وهو جانب نفسي بحت لا يكترث عادة بمدخلات العقل.. ولا يمكن استمالة مشاعر مقررة وتوجهات متأصلة وتحويلها من خلال مؤثرات كلامية الكل يدرك محدودية أثرها. كل مرة يلعب ناد سعودي في نهائي آسيوي تجد طرحا غريبا جدا يحاول توجيه الرأي العام نحو فكرة مصنوعة إعلاميا، بأن هذا النادي يمثل وطنا كاملا.. نعم قد يكون شيء من ذلك عند البعض.. لكن لا يمكن إجبار منافسي هذا الفريق على تلبس هذا المبدأ والإقرار به، مع أن داخله وتوجهه الضمني يختلف كثيرا وبشكل معاكس عما يوجه إليه لسبب أولي بسيط، وهو أنه منافس ولا يرغب أن يحقق أي إنجاز يفوق إنجاز فريقه. سأقول قولا مستهلكا يدركه الجميع لكنه يتجاهل واقعه ومعناه: هل سنرى أن جمهور برشلونة يتمنون لريال مدريد الفوز بكأس أبطال دوري أوروبا؟ فهو يمثل وطن إسبانيا، أو يعتقد البعض أن جمهور مانشستر يتمنون مثل ذلك لليفربول، ببساطة المسألة هي تنافس لا علاقة للوطن وقيمته في ذلك.. ولكن عندما يكون هناك منتخب يمثل الوطن وتجد أحدهم يعاكس التوجه الانتمائي والوطني هنا تتحدث عن خلل، وتتعاطى معه بأدوات وخيارات أخرى. فيما سبق وجدت أن هناك تعبئة نفسية ذهنية داعية للتعصب تطرح في مختلف الوسائل وبتنوع الأطروحات حول تكريس توجه واحد، وتعزيز الفكرة الواحدة لكل شرائح المتنافسين مقابل ذلك ستجد التصنيف السلبي حاضرا حال مخالفة هذا التوجه الأحادي. هل ستجد مشجع فريق سيقول أريد أن يحصل فريقي على البطولة مثل ما حصل عليها فريقك الشقيق، عوضا عن أن يقول أريد هذه البطولة لأقهرك؟ وهل ستجد المشجع المنافس سيقول مثله؛ لأن المشجع المنافس حين تشعره بأن ما يسمى ممثل الوطن سيأتي بالبطولة لينسف منجزك ويقهرك كيف يمكن أن تكون ردة فعله. وللأسف، إن من يدفع باتجاه ذلك التوجه لا يحترم ولا يحسب لحرية الاختيار أو الرأي للمنافس. فمشجع الفريق المتأهل يشنع بالمنافس الذي لا يؤيد ولا يميل إلى خياره وينعته باللا وطني، مع أن ذلك المشجع يشكك وينتقد ويختار خيارا ضد فريق المنافس. ومقدم برنامج رياضي يضمر ميوله ويخرجها بلا شعور ليستنطق ضيفا ببرنامجه من ميول أخرى، ويريد المقدم أن يؤيد هذا الضيف فريقه ولا يسمح له بغير ذلك. الواقع يقول: كلما زادت التعبئة لتوجهات معينة زاد العناد، وكلما تكاثفت الوصاية باتجاه محدد زاد النفور.. لذا أجد أن الأجواء النقية لا تكون إلا بترك التعبئة الذهنية للشارع الرياضي باتجاه معين، وترك المشجع المنافس لخياره الخاص دون توجيه وتصنيف وتكريس معلب أو استفزاز، وأن تتجنب البرامج الرياضية والوسائل مثل هذه التعبئة بأي أسلوب وتوجيه مضامينها نحو أريحية الخيار واحترام منجز الفرق بشكل عام، والابتعاد عن إقحام المقارنات واستدعاء الفروقات وتجنب استفتاءات الشحن، وأن نستخدم لغة راقية وأن يكرس تقدير بطولات الآخر المنافس ورفع قيمتها، واعتبارها استحقاقا وطنيا جميلا هنا سيعم الهدوء أكثر؛ بسبب إبراز لغة تقنع كل طرف بالتوازن الفكري وتكون قاعدته الصمت حكمة فكونوا مغاليق للتعصب.