لا ينسى السعوديون وخاصة من أهالي جدة أو القاطنين فيها السيول التي ضربت مدينتهم يوم الأربعاء 25 نوفمبر من عام 2009، والتي أودت بحياة ما يقارب 116 شخصا توفوا غرقا، إضافة إلى أضعاف هذا العدد من المصابين، حيث استمر هطول الأمطار لليوم التالي، ولمدة أربع ساعات متواصلة، كانت كافية ليرتفع معدل كمية الأمطار إلى 90 ملم، وهو ضعف معدل سقوط الأمطار في سنة كاملة.
بعد أن هدأت الأمور قليلا، خرج حينها أحد المسؤولين بأمانة جدة ليقول إن ما حدث في شرق جدة سببه السيول المنقولة، وبسبب التعديات على مصارف الأودية التي حورت اتجاه السيول من البحر ومصارف المياه إلى مناطق سكنية. وإن أكثر الأحياء تضررا هي الأحياء العشوائية لضعف البنية التحتية فيها؛ لأنها نشأت أصلا من دون دراسات تخطيطية وتنظيمات عمرانية، وحمل أحد المسئولين السيول وغزارة الأمطار التي سماها «الظرف الاستثنائي غير الطبيعي» مسؤولية كل كوارث جدة التي حدثت في الأيام الماضية.
لعلكم تدركون خطورة ما قاله المسئول، وخاصة وصفه ما جرى بالتعدي على مصارف الأودية، ناهيك عما أشار إليه من أن الأحياء المتضررة نشأت دون دراسات تخطيطية أو تنظيمات عمرانية. مما يعني أن جرما كبيرا قد ارتكب.
اليوم تقترب منا الذكرى الثامنة لتلك المأساة، وسط تحذيرات وتنبيهات من إمكانية تعرض مدينة جدة لأمطار غزيرة هذا اليوم، قد تتحول إلى سيول. لكن الفارق بين الأمس واليوم هو أن عودتها هذه المرة، تأتي في زمن الحساب والعقاب الذي ينتظر كل مقصر أو فاسد.
ومع علمي بأن الدولة -حماها الله- قد نفذت مشاريع كثيرة وضخمة منذ ذلك التاريخ في جدة وغيرها لمعالجة مسببات تلك المأساة.
حفظ الله جدة وأهلها وحفظ وطننا من كل شر.
ولكم تحياتي