الحقيقة التي لا نريد الاعتراف بها، هي أن الغالبية العظمى منا مستهترون، وبخاصة إذا تعلق الأمر بقيادة السيارة واتباع تعاليم السلامة المرورية. وقد أثبتت الأيام أننا لا نتعلم، أو بالأحرى لا نريد أن نتعلم أصول القيادة السليمة. وهو ما كتبته في أكثر من مقال، فنحن شعب نخاف على جيوبنا، أكثر مما نخاف على حياتنا.
وحتى لا يتهمني البعض بالمثالية، أقول إنني وقبل أسابيع تجاوزت السرعة المحددة وهي «100» مع هامش الغفلة «10» فكانت سرعتي «111» أي بزيادة بسيطة جدا، ومع ذلك صادني ساهر ودفعت 300 ريال، ومن لحظتها وأنا ملتزم بالسرعة المحددة وأتجاهل هامش الغفلة. هذه القصة، تؤكد أننا فعلا نخاف على جيوبنا لا على أرواحنا.
ندرك جميعا ما يشكله استعمال الهواتف النقالة أثناء القيادة من خطر، ومع ذلك فإن الغالبية العظمى منا، لا تزال تستخدمه، ليس فقط للمكالمات، إنما أيضا لقراءة الرسائل والرد عليها.
الأسبوع الماضي وصلتني رساله توضح أن كاميرات ساهر «المحدثة»، ستقوم بالإضافة لضبط السرعة، برصد مخالفات استخدام الهاتف الجوال، ومخالفة عدم ربط الحزام، وتخطي خط المشاة، واستخدام أكتاف الطريق للتجاوز. وإذا صحت هذه الأنباء فسنكون سعداء بتطبيقها. فهي ببساطة وكما قلت آنفا، السبيل الوحيد لتأديب المخالفين، ووضع حد للمستهترين.
ولعلني أشير إلى ما يشكله التجاوز عبر أكتاف الطريق من خطر على قائدي المركبات الأخرى، ناهيك عن احتمال تعطيل سيارات الإسعاف، أو الدفاع المدني، أو الدوريات الأمنية، في حالة الطوارئ، وهي مخالفات تستدعي حجز المركبة وليس تسجيل مخالفة عابرة فحسب.
من الطبيعي ألا يعجب هذا المقال غالبية القراء، لأنه وببساطة يمس جيوبهم لا حياتهم أو سلامة أسرهم.
ولكم تحياتي.