مؤخرًا أتاح موقع التواصل الاجتماعي الشهير تويتر مساحة أوسع للكتابة تصل الى 280 حرفًا بعدما كانت سابقًا لا تتعدى ١٤٠ حرفًا وأصبحت أمام الشعراء فرصة لطرح نتاجهم الشعري في هذه المساحة المقبولة التي تعتبر أفضل من السابقة بالنسبة لهم، حيث كانت الـ140 تشكّل حاجزًا أمام الكثير منهم لنشر أبيات شعرية أكثر، مما ساهم في أن تصبح أغلب تغريداتهم الشعرية مختصرة وبشكل واضح مع حرصهم الواضح على التواجد في هذا الموقع بسبب حجم التفاعل من المتابعين والشعراء على حدٍّ سواء، أضف إلى ذلك أن الاختصار جعل الشعراء يركزون اكثر في أبياتهم لطرح فكرة معينة دون الاسترسال؛ مما ساهم في تكبيلهم بل وإجبارهم على مسايرة الموجة المنتشرة.
وقد كان لي حديث مع بعض الشعراء خلال الفترة الماضية مع طرح بعض التساؤلات عن أسباب عزوف البعض منهم عن الكتابة، وكذلك من هجر الشعر بصورة نهائية، حيث اتضح لي أن كل ذلك يعود إلى تقنين الشعر في مواقع التواصل خصوصًا تويتر الذي بات المكان المفضّل للشعراء بمختلف توجّهاتهم الشعرية..
وهناك من المتابعين للساحة الشعبية مَن يترقب مع زيادة حروف التغريدات عودة الدهشة وروح الشعر وابتداء مرحلة جديدة تتشكّل فيها الذائقة، وفي اعتقادي أن تويتر استطاع تغيير شكل القصيدة الشعبية، وأعطى الشاعر فرصة لنشر نصوصه بدون أي تعرّض للتغيير في الفكرة والمضمون، لذلك نتطلع مع التحديث الأخير لأن يكون هناك تحوّل إيجابي في كتابة القصيدة الشعبية لدى مَن يبحث عن لغة التميّز الشعرية.
من أبياتي:
يا صاحبي والغياب أحيان نبراس
لا صار ما للتواجد أي قيمة
موت المشاعر يضاهي موت الإحساس
والبُعد في حسبة المقفي غنيمة
الله على الكذبة اللي فرقت ناس
وبأسبابها أثرت في الجو غيمة
