DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

إحدى العيون التي كانت منتشرة بمدن الشرقية

الماء العذب في المنطقة الشرقية.. البدايات والمصادر

إحدى العيون التي كانت منتشرة بمدن الشرقية
 إحدى العيون التي كانت منتشرة بمدن الشرقية
أخبار متعلقة
 
الماء من أهم الاحتياجات الحياتية اليومية التي لا يستغني عنها الإنسان، في الماضي لم يكن الحصول على الماء العذب الصالح للشرب أمراً سهلاً، بل مشقة عانى منها الأجداد والآباء في كثير من المناطق، سنتحدث هنا عن عدد من مصادر المياه المشهورة قديماً في المنطقة الشرقية ونتطرق إلى لمحات من الأمور الاجتماعية المتعلقة بها. عين أغمسة هي نبع ماء عذب يتدفق من قاع البحر على بُعد 6 كم من الشاطئ، تقع عين أغمسة (غمسة) شمال شرق مدينة الجبيل بالقرب من منطقة الدفي، تتميّز بأنها من أكثر العيون البحرية تدفقاً بالماء، لذا اعتبرت أهم وأشهر موارد المياه القديمة لدى العاملين في مهنة الغوص من المنطقة الشرقية والكويت والبحرين حيث تتجمع سفن الغوص حول تلك العين العذبة وتصطف الواحدة تلو الأخرى للتزود بالماء، فينزل الغوّاص ومعه قِربة جلدية كبيرة يضع فوهتها على فتحة النبع حتى تمتلئ، حينها يقوم بربطها جيداً ويتركها فترتفع إلى الأعلى ربما بسبب قوة تدفق المياه أو اختلاف كثافة الماء العذب عن الماء المالح، فيتعلق الغواص بها حتى يخرج إلى سطح البحر، فيسحبها البحارة (السيوب) ويفرغون الماء العذب في خزان خشبي كبير على السفينة، وينزل غواص آخر وتتكرر العملية. #بئر الدمام# من المشاهد المألوفة قديماً خروج أهالي الدمام برجالهم ونسائهم وأطفالهم إلى البئر الواقعة عند قلعة الدمام (القلعة البرتغالية) للغسيل وملء القرب بالماء العذب وعند العودة إلى البيت تفرغ المياه في الأواني الفخارية، ونظراً لأهمية تلك البئر إضافة إلى وجود القوارب عند شاطئ البحر، بدأ الامتداد السكاني لأهالي الدمام قريباً من ذلك الموقع. #عين بدحان# هذه البئر الواقعة داخل البحر والقريبة من الشاطئ كانت مورداً أساسياً لمياه الشرب التي يحتاج إليها أهالي الخبر، ويظهر وجود مضخة لجلب الماء من البئر إلى الشاطئ، وجدير بالذكر أن أول استيطان سكاني في مدينة الخبر كان حول عين السيح قبل ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد. #بئر الطوية# وجود آبار المياه الصالحة للشرب يعدّ أمراً جاذباً لسكن الناس بالقرب منها واستقرارهم حولها، ومن تلك الآبار الشهيرة بئر الطوية في الجبيل، فهي من الآبار المعروفة منذ أكثر من 135 عاماً والتي كانت مورداً للأهالي يشربون منها قبل حفر الآبار الارتوازية الحديثة، ولأهمية تلك البئر، تم بناء برج الطوية بجانبها بعد معركة السبلة عام 1929م بأمر من الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بهدف الاستطلاع وحماية البئر حتى لا تقع في أيدي الأعداء، لأن المدن الساحلية في ذلك الوقت كانت مستهدفة من بعض القبائل المعادية. #الأحساء والقطيف# تميزت واحتا الأحساء والقطيف بوفرة المياه الجوفية وكثرة العيون وتدفقها لري المزارع والنخيل، وكان عدد من تلك العيون والآبار يستعمل للشرب، فهي تتفاوت من حيث صلاحيتها للشرب بسبب تركيبتها أو نقائها ونظافتها أو نسبة الملوحة فيها. #صنابير مخصصة# في بداية الخمسينات الميلادية كان موظفو أرامكو يعبئون مياه الشرب، من صنابير مخصصة لذلك، في أوعية (مطّارات) مصنوعة من الخيش المتين أحضرها الأمريكان معهم (Desert Water Bags)، وكان الموظفون يتركون تلك المطارات في مجرى الهواء أو يعلقونها على السيارة، فتكتسب قليلاً من البرودة، كذلك كانوا يحفظون الماء في الحِب أو الزير الذي يشترك باستعماله عدد من الموظفين الساكنين في اللاينات ويوضع في الخارج أمام غرفهم، وفي نهاية الخمسينات الميلادية قامت الشركة بتركيب خزانات كبيرة يتم تبريدها، فيأتي الموظفون لتعبئة الماء البارد في جالونات صغيرة يأخذونها معهم إلى غرفهم ومنازلهم، وفي فترة لاحقة كانت الشركة تضع بالقرب من حافظات وبرادات المياه المقطرة علباً يديرها الموظف فتنزل حبيبات من الملح، لتعويض نقص الأملاح في الماء المقطر. #ثلج أرامكو# كان الثلج يصنع في قوالب كبيرة يتم تكسيرها إلى الأحجام المطلوبة حسب الطلب وكانت تصرف لاحتياجات إدارات أرامكو وساكني حي نجمة، وفي السبعينات الميلادية استوردت مكائن تصنيع مكعبات الثلج الصغيرة في قاعات الطعام في أحياء أرامكو، وبعد ذلك استخدمت ماكينة كبيرة في مصنع الثلج لإنتاج كميات كبيرة من مكعبات الثلج التي يتم تعبئتها في أكياس ورقية، ويصطف الموظفون لتحميل أكياس الثلج في سياراتهم ونقلها إلى منازلهم. #الماء البيذر# يُنتج الماء المقطر (البيذر) في معمل التكرير بغرض استعماله صناعياً في غلايات (مراجل) المعمل الكبيرة، لكن تجارب الموظفين الأوائل أثبتت أنه أفضل المياه في إعداد الشاي والقهوة، وهكذا انتشر استعماله في الكثير من مدن المنطقة الشرقية، فكان موظفو شركة أرامكو يحملون معهم الجالونات (المطّارات) إلى أماكن عملهم، ويملؤونها بالماء البيذر. #بيع الماء# بما أن الماء العذب نادر ومطلوب، فقد استثمر عدد من الناس في تجارته من خلال بيعه للأهالي والمقيمين والزائرين. ذكر أحد الجيولوجيين الأوائل أن الصبية في الجبيل كانوا يحملون الماء العذب في قرب جلدية على ظهور الحمير، وكانوا يبيعون القربتين من الماء بسعر ست بيسات أو آنة ونصف وهي نقود هندية من مشتقات الروبية كانت متداولة في ذلك الوقت، حيث إن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - قد سمح بتداول العملات الشائعة إلى فترة زمنية محددة. أما في الدمام فقد كانت النساء يعملن بالأجر في جلب الماء كل صباح من البئر الواقعة بجانب قلعة الدمام، وإيصالها إلى المنازل ومن ثمّ تفريغها في الجرار الفخارية مثل الزير أو الحِب. #الحِب أو الزير# في زمن لم تتوفر فيه الثلاجات ولا المبردات، استخدم الناس الحِب أو الزير لتبريد الماء، وهو عبارة عن إناء مصنوع من الفخار يوضع في حوش البيت لحفظ الماء وتبريده، حيث إن نفاذ بعض الماء من خلال مساماته الدقيقة إلى السطح الخارجي للزير وتعرضها للهواء أو الرياح يؤدي إلى تبريد الماء داخل الزير. ومن الروايات الفريدة ما ذكره أحد كبار السن في مدينة الدمام عن سبب تسمية سوق الحُب، حيث ذكر أن حِباب الماء (جمع حِب) كانت تباع فيه، فيقوم البائعون برفع أصواتهم (الحِب.. الحِب) للفت انتباه المتسوقين إلى بضاعتهم، ومع الوقت تحوّر اللفظ ليصبح الحُب، مع أن بعض الروايات تذكر أنه سُمي بهذا الاسم نسبة إلى سوق الحَب (الحبوب مثل الهريس والجريش). #استخدام آخر# بسبب ندرة المياه العذبة كان الناس يستحمّون ويغتسلون بمياه البحر، وبعد الانتهاء يرشون أجسامهم بقليل من الماء العذب للتخلص من ملوحة البحر. #آبار ارتوازية# إضافة إلى عيون الماء المتدفقة بشكل طبيعي من باطن الأرض، كان حفر الآبار الارتوازية من الوسائل الشائعة والمصادر الرئيسية للحصول على المياه العذبة من خلال الوصول إلى المياه الجوفية، وكانت مياه الآبار تتفاوت في عذوبتها من بئر إلى أخرى، واستمر حصول الأهالي على المياه إما بجلبها مباشرة من الآبار والعيون أو عبر السقائين حتى وصلت المياه إلى المنازل عبر شبكات الأنابيب. #تحلية البحر# منذ بداية القرن الماضي سعى الناس للحصول على المياه العذبة بتقطير مياه البحر، ومن الطريف ذكره أن أول محطة كانت في جدة عام 1905م عندما اُنتشلت آلة تعمل بالفحم الحجري لتقطير بخار الماء من إحدى السفن المتحطمة ونصبت على شاطئ جدة وسُميت (الكنداسة) اشتقاقاً من اسمها اللاتيني (condenser) وتعني المكثف. ونظراً لأهمية توفير المياه العذبة للأهالي والحجاج والمعتمرين، أمر جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - في عام 1926م باستيراد آلتين كبيرتين لتقطير مياه البحر لتأمين احتياجات الحجاج والمعتمرين من المياه، بالإضافة إلى تزويد سكان مدينة جدة بالماء. بعد أن توسّع العمران وزاد احتياج الناس للمياه المحلاة، تم إنشاء إدارة عامة لتحلية المياه المالحة عام 1965م وذلك بوزارة الزراعة والمياه بجدة وأسندت مهام هذه الإدارة للأمير محمد الفيصل، وبدأ إنشاء محطات تحلية مياه البحر في أنحاء المملكة العربية السعودية. في المنطقة الشرقية، تمّ تشغيل المرحلة الأولى من محطة الخبر (العزيزية) وكذلك المرحلة الأولى من نظام نقل المياه إلى مدن المنطقة الشرقية عام 1973م، وتم تشغيل المرحلة الأولى من محطة الخفجي عام 1974م. #مياه معبأة# في بداية الثمانينات الميلادية تقريباً بدأ استعمال المياه المعدنية المعبأة في قوارير والتي كانت تستورد من خارج المملكة، وكانت مياه شركة المياه المعدنية اللبنانية «صحة» من أوائل المياه المستوردة وربما كانت هي أول مياه معبأة استوردت إلى السعودية، ولذلك السبب استمر إطلاق الناس اسم ماء صحة على جميع المياه المعدنية. التقطت هذه الصورة في العام 1972م لبرج قلعة في مدينة الجبيل صورة من أعلى قلعة الدمام التقطت للبئر عام 1935م الأهالي عند بئر قلعة الدمام (القلعة البرتغالية) عام 1935م نساء يجررن المياه من أحد الينابيع، الدمام 1936م (تصوير: ماكس ستينيكي) صورة لبئر بدحان الواقعة داخل البحر وكانت رافداً للبحارة الغواص يخرج إلى سطح البحر بعد تعبئة القربة من عين اغمسة