في البداية، أود أن أقول إنني لا أريد أن أتحدث عن المذيعة «إيمان الحمود»، التي اعتنت بها دولتنا ودفعت تكاليف دراساتها العليا. ولا أرغب في الحديث عن دور دولتنا في فتح أبواب الشهرة لها ومساعدتها في ممارسة وتطوير مواهبها الإعلامية وأبرزتها للعالم الخارجي. فهناك غيرها الكثير ممن أعانتهم وعاونتهم دولتنا وتدربوا في ردهات وسائلنا الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية.. ولكن سأتحدث عن من هي إيمان الحمود بكل تجرد عاطفي فيما يخص المهنية. فمنذ بداية عملها في وسائل إعلام غربية كانت واضحة ميولها وتوجهاتها، ولكن بأسلوب المراوغة، وزاد من فرص بروزها الأحداث الساخنة في منطقتنا، مما جعل العالم في الخارج متعطشا للحديث عن ماذا يجري في عالمنا العربي، ووسائل الإعلام الغربية كانت تريد أن تتحدث وتستقطب أي صوت وخاصة إذا كان هذا الصوت قادما من الخليج العربي. وبالفعل كانت فرصة لها في وقت كان بإمكانها أن تحافظ على مصداقية التوجه. ولكن كان واضحا من البداية أسلوب الطرح عندما يتعلق بالمملكة العربية السعودية، وأي طرح له علاقة بدول مثل إيران أو قطر مثلا. فمن السهولة أن ترى أسلوب وكيفية طرح السؤال. فعندما تسأل عن الخارج فتجدها تترك لك مساحة كبيرة من الخيارات ومساحة كبيرة للمراوغة وهو أمر نسمعه بأسلوب سؤال عام مثل (أي نوع من الفاكهة تحب). ولكن عندما يتعلق الموضوع بالمملكة فإنها تضع قيودا في صيغة السؤال بطريقة تجعل الإجابة موجهة ومحددة مثل من يسأل (هل تحب التفاح الأحمر أم الأصفر). وهو سؤال لا يترك لديك خيار الالتفاف على السؤال. وبالطبع ومع الوقت فقدت المصداقية بغض النظر عن كونها تعمل في مؤسسة إعلامية غربية بها مساحة كبيرة من الحرية، وليس على عملها قيود للحديث، حتى عن بلدها، وهنا أقصد ببلدها المملكة العربية السعودية، إلا إذا كان لديها جنسية أخرى غير ذلك.
ولكن الواقع يقول إنها أضاعت فرصة ذهبية من الممكن أن تجعلها مستمرة لعقود دون أن تتعرض لهزات تطال من سمعة مصداقيتها. بل بدا واضحا أنها من النوع المتعجل فيما يخص رغبتها في الجاه والسلطة فيما يخص الإعلام. والآن وبسهولة تستطيع أن تعرف عن ماذا ستسأل وما هي الإجابة التي تريدها منك لتصبح بذلك كالكتاب المفتوح.