لم تكن خسارة المنتخب السعودي في مباراته الودية الدولية الأولى أمام نظيره البرتغالي، التي خاضها في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول على استاد مونسيبال دو فونتيلو بمدينة فيسيو البرتغالية مفاجئة، لاسيما أن المباراة تعتبر ضمن تحضيرات الأخضر لنهائيات كأس العالم، ولكن المفاجئ هو الأداء الباهت، الذي ظهر به لاعبو المنتخب على مدار الشوطين.
ودخل الأرجنتيني باوزا المباراة بطريقة جديدة، إذ لعب للمرة الأولى بثلاثة لاعبين في قلب الدفاع إضافة إلى ظهيري الجنب ومحوري ارتكاز، بهدف تأمين مناطقه الدفاعية بأكبر عدد من اللاعبين والاعتماد على الهجمات المرتدة، ورغم البداية الجيدة التي بدأ بها المنتخب، خصوصا على مستوى التنظيم الدفاعي إلا أنه مع مرور الوقت وقع اللاعبون في جملة من الأخطاء سواء على مستوى التغطية أو التمركز أو حتى التمرير والانتشار السليم، الأمر الذي استثمره الهجوم البرتغالي وسجل ثلاثة أهداف مع إضاعة العديد من الفرص.
ومع أن الأخضر أنهى الشوط الأول متأخرا بهدف، إلا أن المدرب لم يغير طريقته في الشوط الثاني رغم التغييرات التي أجراها، حيث استمر النهج الدفاعي وسط غياب الفاعلية الهجومية ليستقبل هدفين آخرين انتهى عليهما اللقاء الدولي الأول للمدرب.
وحول أداء المنتخب أمام البرتغال، قال المدرب الوطني والمحلل الرياضي نايف العنزي «بغض النظر عن النتيجة، فالفوز أو الخسارة لا يعطينا التصور المطلوب فربما تكسب ولكن بدون مستوى والعكس صحيح ولكن تبقى علامة الاستفهام حول المدرب باوزا أنه لم يغير طريقة اللعب منذ بداية المباراة وحتى نهايتها رغم التغييرات التي أجراها، وكان على الأقل بعد التأخر في النتيجة العودة إلى الطريقة المعتادة التي يجيدها اللاعبون، بدليل أن التغييرات التي أجراها لم تغير من شكل المنتخب». وأضاف قائلا: «لا بأس أن يلعب باوزا بطريقة دفاعية أمام منتخب بحجم البرتغال ليعّود اللاعبين على كيفية الدفاع أمام المنتخبات القوية ولكن في نفس الوقت كان يفترض أن يهتم بالجانب الهجومي وكيفية الوصول لمرمى المنافس» مشددا على أنه ليس بالضرورة أن يتكيف اللاعبون مع طريقة المدرب، بل الضرورة أن يتكيف المدرب مع إمكانات لاعبيه.
وكان باوزا قد برر الخسارة بالضغط الذي مارسه لاعبو البرتغال على حامل الكرة منذ البداية، وقال عقب المباراة «إن ضغط لاعبي البرتغال على حامل الكرة، خصوصا عبر الأطراف صعّب علينا المهمة»، مؤكدا أن النهج التكتيكي سيختلف من مباراة لأخرى، وأمامه ثمانية أشهر، سيتعرف خلالها على الأخطاء ومعالجتها وسيمنح الفرصة لجميع اللاعبين للوقوف على إمكاناتهم في مثل هذه المعسكرات.
