عادة النجاح له ثمن، ولا يوجد حلم يتحقق عن طريق الصدفة، ولو استعرضنا مسيرة النجم المغربي الصاعد حكيم زياش 23 عاما أبرز لاعب في الدوري الهولندي، خلال السنوات الأخيرة، لوجدنا أن مشواره يتضمن إحباطات بلا حدود تحدى فيها اليأس كثيرا.
ولد حكيم عام 1993 في المدينة الهولندية الصغيرة (درونتن) في أسرة مكونة من أب مغربي وأم هولندية وثلاثة أولاد أصغرهم حكيم الطفل المشاكس، الذي عشق كرة القدم منذ صغره؛ بسبب والده الذي دوما كان يمني النفس في أن يرتدي ابن من أبنائه قميص منتخب المغرب في بطولة كأس العالم.
في عام 2002 توفي الوالد فجأة بعد صراع مع المرض، وخلف الأسرة بلا عائل، مما اضطر الوالدة للعمل في مهن بسيطة، خصوصا أن أولادها كانوا في المدرسة، وهذا الأمر دفع بقية الأبناء للعمل أيضا من أجل توفير الاحتياجات اليومية، في المقابل كان الطفل حكيم -دوما- مصرا على أنه في ظل هذه التضحيات الكبيرة لا بد من تحقيق حلم الوالد المتوفى، ولذا قررت الأسرة عام 2004 الموافقة على قرار إحدى الأسر الهولندية في تبني الموهوب حكيم البالغ من العمر 11 عاما مقابل أن يتم تقديم الدعم الكافي في نطاق لعبة كرة القدم وفعلا حدث ذلك، حيث أصبح اليوم أغلى لاعب محلي صاعد في تاريخ الدوري الهولندي، حيث انتقل الموسم الماضي إلى نادي أياكس أمستردام مقابل 11 مليون يورو.
وكان حكيم قد رفض الجنسية الهولندية عام 2015 خلال لقاء مباشر على قناة فوكس، حيث عرض عليه تمثيل المنتخب الهولندي الأول وقال يومها لن أغير المغرب بهولندا.
كلمة أخيرة.. يوم السبت القادم يقود حكيم زياش منتخب المغرب في المباراة المصيرية مع منتخب ساحل العاج وفي مخيلته والده.
