ربما يليق بهذه المرحلة من محاربة الفساد في المملكة أن أعيد إلى كريم اطلاعكم هذا المقال:
لست كوريا ولا جدي من أصول صفراء، لكنني تابعت فضيحة فساد شركة (سامسونغ) كما تابعها كل كوري في محاولة للإجابة على سؤال واحد: لماذا يفسد أو يسرق (الشبعانين).؟! المتهم بالفساد هو الملياردير لي جاي-يونغ ح أي هو الشخص الذي تدفنه المليارات الحلال من الدولارات وتدفن جيرانه وجيرانهم معه، فلماذا يفسد ويكذب تحت القسم أمام اللجنة البرلمانية التي حققت معه.
هل للفساد إغراء لا نعرفه مثل إغراء الحسناء للرجل الصالح الذي يقع في حبائلها فيفقد صلاحه وسمعته.؟! الفقير دائما يقول لو عندي فقط مليون دولار لفعلت وفعلت وتصدقت وزكيت، بينما الثري، وهذه هي المفارقة، يقول هل من مزيد من المليارات حتى لو كانت فاسدة وعلى حساب قوت الناس ومصالحهم. لا أفهم فعلا كيف يضحي وجيه مثل جاي-لونغ بسمعة جده وأبيه وسمعة الشركة الكورية الأولى (تمثل حوالي 20 في المائة من مداخيل كوريا) لمجرد أن يضيف مليونا إلى مائة مليون.!!
يبدو، في محاولة يائسة للتفسير، أن الفلوس الكثيرة مثل النار الكبيرة تمتد إلى ما حولها وتأكله وتحرقه في جوفها ثم تطلب المزيد لتظل تكبر وتكبر وتأكل مزيدا من حاجاتها للتوقد. وهذا هو سبب الفساد الذي لا يصدق ويفاجئنا كل يوم بخبر بطله واحد من المسؤولين أو ملاك ومدراء الشركات الكبرى. ولذلك لا نسمع كل هذه الجلبة إذا فسد صغير أو فقير، لأن فساده لا يستحق الذكر وناره أصغر من أن يلتفت إليها.
هناك، أيضا، درس آخر من هذه الحادثة الكورية المباغتة وهو أن الكوريين لم يوقفهم التهديد بتأثير الفضيحة على اقتصادهم وأوضاعهم المعيشية عن المطالبة بالوصول بمحاكمة الفاسدين إلى المدى الأخير، حتى لو كان ذلك سيلحق ضررا بالشركة المرموقة وباقتصاد البلد القوي. المهم، كما يقولون، هي العدالة التي لا تباع ولا تشترى لأنها أهم وأغلى من سامسونغ.