نظم الصالون الثقافي لجناح المملكة العربية السعودية بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، مساء أول أمس (السبت)، بحضور الملحق الثقافي مساعد الجراح، وعدد من المثقفين والأدباء والزوار، محاضرة بعنوان «الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى.. تجربة ذاتية» لـ د. مريم الشناصي والتي أكدت أن الترجمة لها أهمية كبيرة في حياة الشعوب من الناحية الثقافية والعلمية.
وقالت: الترجمة بحد ذاتها تحتاج إلى مبدعين وأشخاص ملمين بالأدب ومتعمقين في اللغة ومكوناتها ومدلولاتها اللغوية، لذلك فعملية الترجمة ليست بالعملية السهلة، فنحن ندرك أن المؤلف قد ختار الكلمات كيفما يشاء ويرتبها بالطريقة التي يريدها، لكن المترجم يكون مقيداً بقالب واحد وعليه ان يبدع في هذه القالب الذي لا يمتلك فيه متسعا كبيرا ليتحرك من خلاله.
وأضافت د. الشناصي: من خلال تجربتي حولت عددا من نصوصي العربية إلى لغات أجنبية دون المرور بلغة وسيطة كالإنجليزية أو الفرنسية، حيث ترجمت نصوصي إلى الصينية مباشرة، ووجدت أن القراء تفاعلوا مع اللغة المكتوبة بشكل كبير.
وختمت د. الشناصي حديثها بالقول: لا بد من المترجمين الشباب أن يمتلكوا عمقاً ودراية ودراسة وكثيرا من الذكاء؛ لايصال الفكرة بقالب يكون مقبولاً للطرف الآخر حتى يفهمها ويشعر بها.
وشهد جناح المملكة أيضا إقامة محاضرة للشيخ د. عزيز فرحان العنزي، بعنوان «وسائل التواصل ودورها في البناء والهدم»، أدارها مدير الشؤون الثقافية والمشرف على أنشطة الجناح السعودي د. محمد المسعودي.
في بداية المحاضرة، أكد الشيخ العنزي: أن هذه الثورة المعلوماتية الاتصالية والفضاء المفتوح ووسائل التواصل الاجتماعي والتي تمثل في واقع الأمر نعمة عظيمة لمن استثمرها في خير الدنيا والآخرة، فالمتأمل في وسائل التواصل الاجتماعي من حيث الإيجابيات يجد أنها قربت البعيد وأسهمت إسهاما كبيرا في توسيع دائرة الثقافة والمعرفة، إضافة لدورها الفعال في قضايا كثيرة سواء على الصعيد الفردي أو المجتمعي أو الدولي والأممي، لذلك لا تستغني الدول بحكوماتها عن مثل هذه الوسائل، حتى إن كثيرا من الدول الآن أصبح لديها ما يسمى الحكومة الإلكتروني.
وأضاف: استفاد أيضا بعض الناس من هذه الوسائل في أمور شتى فعلى على المستوى الديني الشرعي هذه الوسائل أسهمت كثيرا في تقريب المعلومة الصحيحة لدى شريحة كبيرة من طلبة العلم والناس، كما ساهمت في اطلاع الناس على ثقافات الأمم السابقة.
وتطرق الشيخ العنزي لبعض السلبيات التي يقوم بها بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بما يعود بالضرر عليهم وعلى أسرهم وأوطانهم وقال: للأسف بعض المستخدمين اتجه للوقوع في براثن الاستخدام المسيء والخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي من خلال تداول المحظورات دينيا واجتماعيا ووطنيا، لذلك على الإنسان المستخدم لتلك الوسائل التي تعتبر سلاحا ذا حدين أن يكون إيجابياً في التعامل معها بما يساهم في تطوير نفسه ليتمكن من خدمة أهله ووطنه.
