قبل أيام دشن صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية ملتقى «نرعاك» الذي ينظمه مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية «سايتك» التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهو ملتقى يهتم بدعم مسارات الأسر المترابطة نحو تحقيق مجتمع آمن، وتلك مسارات لها أهميتها القصوى في تحقيق الأمن الفكري المنشود للمجتمع. والملتقى بكل فعالياته ونسخه المتعاقبة يؤكد على حرص سموه الشديد لتفعيل أنشطته المختلفة تحقيقا لتطوير دور الأسر وتعزيز أهدافها المتمحورة في الحفاظ على الأمن الفكري وترسيخ أبعاده في حياة الفرد بغية الوصول إلى تغيير حقيقي في أسلوب حياة الأشخاص وكيفية زيادة رضا الفرد عن نفسه وتحسين علاقاته بمن حوله، وتلك الأبعاد بكل تفاصيلها وجزئياتها ترسم الطريق الأمثل نحو تحقيق الأمن الفكري داخل مجتمعنا السعودي. وتلك أهداف نبيلة سوف تؤدي على الآماد القصيرة والطويلة إلى ارشاد الناشئة وتوجيههم نحو الاتجاه الصحيح المفضي في نهاية المطاف لتحقيق مبدأ الوسطية ونبذ العنف والإرهاب والتطرف والكراهية داخل المجتمع، وهو مبدأ مشتق في أصله من مبادئ وتعليمات وتشريعات العقيدة الإسلامية السمحة، فالملتقى في نسخته الخامسة ونسخه السابقة يهتم بغرس التوجهات التربوية الصحيحة للوصول إلى الأهداف السامية والنبيلة من عقد تلك الملتقيات.
وازاء ذلك حرص سموه أشد الحرص على تأصيل تلك الملتقيات والاهتمام بانفاذ أدوارها الهامة لتثقيف الناشئة ومدهم بمسالك تربوية تحصنهم من مغبة الانخراط في أي مسلك خاطئ يجر عليهم وعلى أسرهم وعلى وطنهم الأضرار التي يجب تجنبها والتحذير من أخطارها الجسيمة عليهم وعلى مجتمعهم، ولاشك أن هذا التأصيل يعد منطلقا هاما من المنطلقات الضرورية لحماية المجتمع من أي خطر إرهابي.
ودور الأسرة في تعزيز تلك المنطلقات الخيرة له أهميته القصوى لمواصلة الحفاظ على مجتمعنا من كل الأفكار الضالة والمضللة التي من شأنها تقويض الأمن والمساس باستقرار المجتمع السعودي الذي تحولت فيه الحالة الأمنية إلى علامة فارقة عرف بها بين كافة المجتمعات البشرية، فلا بد من الحفاظ عليها وتدشين مساراتها من خلال دور المؤسسات التربوية والتثقيفية من جانب، ومن خلال دور الأسرة الذي لا يمكن الاستهانة بأهميته من جانب آخر.
سيظل مجتمعنا السعودي آمنا ومستقرا بفضل الله ثم بفضل القيادة الرشيدة الحريصة على تفعيل مختلف الأدوار التي تهدف في مجملها للحفاظ على المجتمع ومده بكل الأسباب المفضية إلى أمنه واستقراره ورخاء أبنائه وابعادهم عن كل الشرور التي يجب عدم الانخراط في مسالكها والتحذير منها تحقيقا للمبادئ الإسلامية السمحة التي قام الكيان السعودي الشامخ على أركانها وقواعدها الصلبة.