أعتقد أننا الآن في المملكة في مرحلة تتنامى وتتعدد فيها فرص الأعمال في مجال (البزنس)، خاصة وأن هناك مجالات أصبحت قاصرة على السعوديين ومجالات أخرى تركها الأجانب باختيارهم وغادروا البلد لأسباب تخصهم.
السؤال هو: هل شبابنا وبناتنا سيغتنمون هذه الفرص ويشمرون عن سواعدهم ويقتحمون أسواق التجارة المتوسطة والصغيرة أم سيبقون منتظرين لوظائف الحكومة والقطاع الخاص؟! ما أراه من قلة قليلة هي حماسة ممتازة للاستقلال بممارسة العمل الحر وتطويره وتحمل إرهاقه وتبعاته، إلى درجة أنهم يستقيلون من وظائفهم الجيدة ليبنوا أعمالهم وكياناتهم التجارية، لكن الغالبية العظمى من الشباب ما زالوا إما مترقبين للوظائف ومطالبين بها وإما غير قادرين، من حيث الجرأة ورأس المال وأشياء أخرى، على اقتحام السوق.
ولذلك، قد يكون من المفيد أن تخطط وزارة العمل، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بالتمويل والتأهيل، حملة إعلامية كبرى تدل الشباب على الفرص التجارية الصغيرة المتاحة الآن في كل مجال. وأن يكون هدف هذه الحملة الرئيسي نزع التردد أو التخوف من الشاب أو الفتاة في الدخول إلى المجال التجاري الذي طالما اقتحمه أجانب متواضعو المؤهلات والقدرة، بل طالما اقتحمه (شيباننا) الذين لا يقرأون ولا يكتبون ونجحوا وأصبح بعضهم من الأثرياء الكبار المعروفين.
لست تاجرا ولكنني أعرف أن في التجارة مجازفة لا بد منها، كما أعرف أن التاجر يسخر وقته وجهده كله لتجارته وتمكينها وتوسيعها. وهذا هو بالضبط ما حدث خلال السنوات الطويلة الماضية حين أتى الأجانب واستغلوا بحث السعوديين عن الوظيفة والراحة والدخل الثابت الآمن فتاجروا وأثروا بعرقهم وكدهم. الآن أمام شبابنا فرص جيدة لالتقاط ما تركه هؤلاء جبرا أو اختيارا، أو ستضيع هذه الفرص مرة أخرى ليعود الشاب من جديد يشتكي من ندرة الوظائف وضيق الحال.